العصر الذهبي - وانغ شياوبو
يقول الباحث في الأدب الصيني أحمد السعيد في تقديمه الرصين للترجمة العربية والذي بدا ضرورة للقارئ العربي، أن هذه الرواية كتبت في أزمنة مختلفة، لكنّ محورها وقضيتها واحدة، وهي مثال واضح على خصائص وانغ شياوبو الأدبية. وفعلاً البطل واحد (وانغ أر)، يُجَرّ في "العصر الذهبي" إلى معسكر للجيش خلال الثورة الثقافية، فيتورَّط أو يُورِّط نفسه بأمور شتى: حب وهرب واعتقال وتحقيقات وثورة داخلية وخارجية.
يرى أحمد السعيد أن القارئ إذا رأى صورة وانغ شياوبو، يحسبه صعلوكاً يتسكّع أو سكيراً في أزقة بكين. لكنه عندما يطالع ما يكتبه، "تنمحي تلك الصورة، ويحل بدلاً منها شكلٌ متخيَّل لشيطان بأجنحة ملائكية". ويصفه قائلاً: "صعلوك يقطر حكمة، وهائم يُحوِّل الغريزة إلى بلاغة، يكتب عن الجنس، فيُجبركَ على التفكر في السياسة. يكتب عن الحب، فتفكر في مغزى الحياة وتناقضاتها. يسرد قصصاً عن حياته، فلا تعرف إن كان تقمّص ماركيز في واقعيته السحرِية أم تلبّسه برنارد شو في سخريته اللاذعة. قيل عنه في الصين: "سحق وانغ شياوبو كل مَنْ كتب عن الجنس قبله، وأغلق الطرق على مَنْ سيأتي بعده".