نهاية الرتبة في طلب الحسبة - عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله االشيزري
يشكل هذا الكتاب قراءة في كتاب نهاية الرتبة في طلب الحِسبة لمؤلفه الشيخ الإمام عبد الرحمن بن نصر الشيرزي (توفي سنة 589ه) تعرض فيه مؤلفه لمنصب "الحسبة" في المجتمع الإسلامي في القرن الثاني عشر الميلادي – وهو منصب قام بمصر قياماً متصلاً منذ العصور الوسطى إلى زمن محمد علي الكبير – وقد هيمن متوليه على أكثر من أربعين ناحية من نواحي الحياة اليومية، بحيث شملت ولايته "أن يتردد إلى مجالس القضاة والحكام، ويمنعهم من الجلوس في الجامع والمسجد للحكم بين الناس"، وأن "يقصد مجالس الأمراء الولاة والأمراء، يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويعظهم ويذكرهم، ويأمرهم بالشفقة على الرعية"؛ وهذا وذاك فضلاً عن مراقبة الخبازين والأساكفة، والأطباء، وحتى السقالين والغسالين وغيرهم من طبقات المجتمع.
وبهذا المعنى يقدم الكتاب صورة شاملة عن الحياة اليومية لعصر المؤلف ويقوم على شرح وسائل الكسب والمعيشة اليومية، ووصف المجتمع في تقدمه وتأخره، لذلك سيجد المشتغلون بكتابة التاريخ الإسلامي حقائق هامة كاشفة عن مظاهر الحياة الإجتماعية في القرن الثاني عشر الميلادي يمكن مقارنتها بالمجتمع الحديث واستخلاص عناصر مشابهة أو مفارقة في التاريخ الإجتماعي للبشر، حيث يقدم الكتاب مشاهد لافتة، "كاستخدام النساء في تنظيف القطن والكتاب على أبواب الحوانيت بالطريق العام" و "شغف نساء بغداد بالأخفاف التي تصرّ عند المشي لاجتذاب الأنظار". وفي الكتاب أيضاً كثيراً من الأخبار الطريفة، مثل أخبار قلائي السمك وصُنّاع الزلابية، وحيل الجرائحية والكحّالين؛ إلا أن المزية الكبرى لهذا الكتاب، هي ما فيه من أخبار عن حقيقة النظم الإسلامية وخصائص المجتمع الإسلامي في العصور الوسطى عامة، والمجتمع المصري خاصة.
هذا، وقد تضمن الكتاب النص الأصلي للمخطوط (صور وثائقية) وملاحق تضم وثائق مهمة (مخطوطات) خاصة بالكتاب مترجمة إلى الفرنسية، ووصفاً للمخطوط، وبيان لمصادره المتعددة، وتنويه بقلم السيد الباز العريني الذي قام بنشره، وتصدير للكاتب محمد مصطفى زيادة الذي قام بالإشراف على العمل.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
نهاية الرتبه ، نهايه ، الحسبه