يتناول الكتاب مشكلة رئيسية مؤثرة في تكوين الرأي العام الغربي وهي وجهة النظر التي يكونها الفرد أو المجموعات المتّسقة، تجاه الأحداث في سوريا من خلال طرح مواضيعها في مخرجات الإعلام الدولي اعتماداً على انتقائية المحتوى وتحويرِ المعلومات تبعاً لتوجهٍ ما أو ابتعادٍ عن الحقيقة، وذلك من خلال توصيفات مبتكرة تعتمد في أغلب الأحيان على استخدام مفردات أو مصطلحات غير مناسبة.
لا يطرح البحث حلولاً تطبيقية بقدر ما يقدّم مقترحات دليليّة لمعالجة المشكلة المطروحة، كأهمية توحيد المصطلحات والمفردات في الإعلام العربي والسوري الجديد خاصةً، بحيث تصبح مرجعيةً للإعلام الدولي، من أجل عدم ترك الباب مفتوحاً أمام الطارئين على الوضع السوري ذوي المعرفة المحدودة بما يجري في سوريا أو لمن يريد تزييف الحقائق والتلاعب بالمفاهيم لخدمة توجهات سياسية ما.
من الكتاب
لم تتناول كبريات الصحف الدولية عموماً الحراك المدني والمجتمعي في سوريا بأي مادة أو تحقيق متكامل، وفي المقابل باتت هذه الوسائل الإعلامية اسفنجةً عطشى للأخبار المثيرة والصور المؤثرة ومقاطع الفيديو المأساوية والتطورات العسكرية، ونتيجةً لهوسها بالإرهاب، تحولت إلى ما يشبه الصحافة الصفراء من حيث تدري أو لا تدري في تناولها لما قد يثير اهتمام المتلقي الغربي، وأغفلت بذلك وجود شريحةٍ واسعةٍ من المجتمع السوري ونضالها السلمي المدني المجتمعي، ورسمت صورة تزخر بالعنف والألوان الحمراء والسوداء في سوريا في ذهن الجمهور الغربي ما أدى بهم إلى النظر إلى سوريا على أنّها بؤرة مرعبة يفضّل عدم الاقتراب منها.
منصور العمري
صحفي ومترجم سوري، عضو رابطة الصحفيين السوريين، ساهم في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا مع بداية الانتفاضة السورية.
عمل في عدة صحف ومجلات سورية. وعمل في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير حين تم اعتقاله من قبل جهاز مخابرات القوى الجوية من مكتبه في العاصمة السورية دمشق.
بعد الإفراج عنه في شباط 2013 استمر العمري في عمله بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في سوريا وفي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ثم انضم فيما بعد إلى منظمة مراسلين بلا حدود وعمل مراسلاً عن سوريا.
رأس العمري سابقاً تحرير القسم الإنكليزي من مجلة السلام الأسبوعية وهي الطبعة السورية من المجلة الأميركية، وكان المترجم الرسمي لمهرجان دمشق السينمائي للأفلام القصيرة، ولعب في وقت لاحق دوراً أساسياً في نقل وجهة النظر الغربية في الشأن السوري إلى العالم العربي. وعمل أيضاً كمترجم لمنظمة هيومن رايتس ووتش والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا وغيرها.
العمري أيضاً حائز على "جائزة الشارة الدولية" 2012 للصحفيين، وجائزة "هيلمان هاميت" 2013 للمدافعين عن حرية الفكر