ما بعد الربيع العربي في العلاقات الدولية - مجموعة باحثين
إن الأحداث التي هزت العالم العربي منذ شهر يناير 2011 غيرت الوضع الجيوسياسي الإقليمي ودفعت بالقوى العظمى إلى الصراع من أجل إعادة التشكيل الإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، التي تبقى ساحة التناحر والتطاحن، لإقامة توازنات إقليمية جديدة تغير معالم المنطقة من جديد. لقد غيرت الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً الثورات العربية، موازين القوى في المنطقة، ففي الوقت الذي يجده البعض ربيعاً عربياً، يجده الطرف الآخر خريفاً عربياً. منذ مؤتمر القمة بين الدول الصناعية الثمانية المنعقد في شهر يونيو سنة 2004 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً عن مشروع الشرق الأوسط الكبير. وقد حددت في هذا المؤتمر معالم مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية خلال تنفيذ هذا المشروع. وقد تقرر فيه زعامة أمريكا مع شراكة أوروبية وخاصةً فرنسا وبريطانيا بهدف تضييق الخناق على روسيا والصين، وإجمالاً الدول الناشئة (دول مجموعة البريكس). لهذا السبب يعارض بوتين بشراسة التدخل العسكري في سوريا، ويرى فيه محاولةً أمريكيةً أوروبيةً عثمانيةً لتنصيب الإخوان المسلمين في السلطة، والعمل على تقسيم سوريا لتحقيق أهداف جيو سياسية واقتصادية بامتياز.