تعرف في شبابه إلى أديب العروبة والإسلام مصطفى صادق الرافعي – وكان الرافعي أصم– فكان صديقه وتلميذه – حتى لقد أطلق على العريان "كاتب وحي الرافعي"، ونتج عن هذا اللقاء أثر عميق في حياة كل منهما وفي أعمالهما، وقد التقيا على أهداف واحدة في الغيرة على اللغة العربية والعروبة والإسلام، وقد أثر كل منهما بالآخر.
كان الرافعي شديدا في خصوماته الأدبية، متخصصاً في أدب اللغة العربية والإعجاز القرآني، وتميز أسلوبه بالجزالة التي يصعب قراءته على غير الدارسين، فلما احتك بسعيد العريان بدأ أمر جديد في كتابة الرافعي، وقد قال البعض لقد أصبح الرافعي "عريانياً"، وقيل أن العريان أصبح "رافعياً"، وقال عميد الأدب العربي طه حسين: لم يصبح العريان "رافعياً" ولكنه أصبح "مدرة الرافعي".
للصداقة بين العريان والرافعي أثرها في تاريخ الأدب العربي الحديث. فقد دخل أدب الرافعي منذ اتصل به ولزمه العريان في طور جديد، كان الرافعي من قبل في عزلة اجتماعية عن عامة القراء فأصبح من بعد أدباً متصلاً بالحياة والأحياء، متفتحاً عن أروع عناصره القومية وخصائصه الفنية.