سرد الكاتب على لسان الحكم بن عبد الرحمن بن هشام الملقب بالمستنصر بالله، ثاني خلفاء الأندلس بعد والده عبد الرحمن الناصر ممن حكموا قرطبة، الفترة الذهبية بالأندلس من عام "٣٠٢- ٣٦٦ هجريًا، ٩١٥-٩٧٦ ميلاديًا".
الحكم يعيش أيامه الأخيرة ويروي لتابعيه المخلصين گ "جوذر، والفتى البربري زيري، والطبيب شرحبيل" سيرة حياته منذ ولادته مرورًا بوالده، وإعلان أمر الخلافة وتوليه الحكم وصولًا إلى ما آلى إليه حاله ووفاة ولده عبد الرحمن ثم مرضه، ثم سيطرة الحاجب ابن أبي عامر على شوؤن الدولة.
رواية ليست تاريخية بالمعنى الأكاديمي، بل لمحة ووقفة نفس لجعل حاكم يتكلم ويفصح عما في نفسه، ولا يوجد أصدق من النفس حينما تشعر أن أجلها اقترب، فلا تخف من جاه ينفذ، فتوضح كل خباي السلطة وهواجس النفس حينها.
يكشف الكاتب الصراع داخل النفس البشرية "الحاكم" كيف مطالب أن يعيش حياتين، أمر أنه الخليفة من القوة والحزم والتجبر حتى ولو كان أقرب الأقربين إليك حينما يمس أمر الخلافة، وهيبة الخليفة مطالب أن تنسى إنسانيتك، وكيف تمحو كل العلائق الإنسانية أمام إغراء السلطان؟! كما فعل والده الخليفة عبد الرحمن مع ولده عبد الله حينما تورط وتمرد وموالاته للشيعة، سك رقبته وقال له "من أمامك ليس بوالدك وإنما الخليفة". وأمر حينما تختلي بنفسك، فيصيبك من الضعف والخوف والقلق وتعود إنسانيتك المفقودة التي لا يجب أن يراك عليها أحد!
كما يوضح الحكم مصدر قوة السلطان الحقيقية، في ضعف الرعية، وكيف يصيب الحاكم أيًا كان من الغرور والعزة والهيبة الواهية. كيف يغريه المنصب وتذلل بني البشر وسعيهم لاسترضاء السلطان. ما يدور في القصور، وما يحاك من دسائس في الحاشية بغرض أن أكون الأفضل عند السلطان.
يوضح الكاتب الصراع بين طائفتين السني والشيعي، بين دولة الأمويين ودولة القاطميين"، ويشير إلى جوانب من تاريخ المغرب، وكيفية انتشار الشيعة فيها زمنًا ليس بالقليل.
مع هذا كله يوضح الكاتب على لسان الحكم كيف كانت الأندلس مركز للحضارات والثقافات والعلم وقتها، وكيفية اهتمام الحكم بالمعرفة والفكر والأدب والحفاظ على رونق لغة الضاد، واهتمامه بجمع المخطوطات، والمسارات التي كانت تُقام في الزهراء.
يظهر اهتمام الكاتب بلغة الرواية لكي يقرب الصورة إلى الفترة التي يتحدث عنها، فاللغة عربية فصحى بالغة، دقيقة، ممتعة، شجية تدفع وتُغري القارئ أن يواصل القراءة وكأنه يتجول في الزهراء لا بين أسطر وكلمات، بالأخص وصفه للطقوس وبنية السلطة.
سعى الكاتب لإنارة واستنطاق مرحلة تاريخية من أجل فهم ووضوح واقع لا يختلف كثيرًا عن ما كان عليه الماضي، الرواية تحمل اسقاطات كثيرة لواقعنا الإسلامي، انحلال وتفكك دولة الخلافة كما يحدث الآن مما نسميه ويطلق عليه العالم العربي "جامعة الدول العربية"..!
وربما وظيفة الكاتب ومعايشته لفترة داخل القصر الملكي هي من جعلته يتقن ويبدع "ربيع قرطبة".
ربيع قرطبة رواية لا تقرأ مرة واحدة، شكرًا حسن أوريد على هذا الإبداع.
الحكم يعيش أيامه الأخيرة ويروي لتابعيه المخلصين گ "جوذر، والفتى البربري زيري، والطبيب شرحبيل" سيرة حياته منذ ولادته مرورًا بوالده، وإعلان أمر الخلافة وتوليه الحكم وصولًا إلى ما آلى إليه حاله ووفاة ولده عبد الرحمن ثم مرضه، ثم سيطرة الحاجب ابن أبي عامر على شوؤن الدولة.
رواية ليست تاريخية بالمعنى الأكاديمي، بل لمحة ووقفة نفس لجعل حاكم يتكلم ويفصح عما في نفسه، ولا يوجد أصدق من النفس حينما تشعر أن أجلها اقترب، فلا تخف من جاه ينفذ، فتوضح كل خباي السلطة وهواجس النفس حينها.
يكشف الكاتب الصراع داخل النفس البشرية "الحاكم" كيف مطالب أن يعيش حياتين، أمر أنه الخليفة من القوة والحزم والتجبر حتى ولو كان أقرب الأقربين إليك حينما يمس أمر الخلافة، وهيبة الخليفة مطالب أن تنسى إنسانيتك، وكيف تمحو كل العلائق الإنسانية أمام إغراء السلطان؟! كما فعل والده الخليفة عبد الرحمن مع ولده عبد الله حينما تورط وتمرد وموالاته للشيعة، سك رقبته وقال له "من أمامك ليس بوالدك وإنما الخليفة". وأمر حينما تختلي بنفسك، فيصيبك من الضعف والخوف والقلق وتعود إنسانيتك المفقودة التي لا يجب أن يراك عليها أحد!
كما يوضح الحكم مصدر قوة السلطان الحقيقية، في ضعف الرعية، وكيف يصيب الحاكم أيًا كان من الغرور والعزة والهيبة الواهية. كيف يغريه المنصب وتذلل بني البشر وسعيهم لاسترضاء السلطان. ما يدور في القصور، وما يحاك من دسائس في الحاشية بغرض أن أكون الأفضل عند السلطان.
يوضح الكاتب الصراع بين طائفتين السني والشيعي، بين دولة الأمويين ودولة القاطميين"، ويشير إلى جوانب من تاريخ المغرب، وكيفية انتشار الشيعة فيها زمنًا ليس بالقليل.
مع هذا كله يوضح الكاتب على لسان الحكم كيف كانت الأندلس مركز للحضارات والثقافات والعلم وقتها، وكيفية اهتمام الحكم بالمعرفة والفكر والأدب والحفاظ على رونق لغة الضاد، واهتمامه بجمع المخطوطات، والمسارات التي كانت تُقام في الزهراء.
يظهر اهتمام الكاتب بلغة الرواية لكي يقرب الصورة إلى الفترة التي يتحدث عنها، فاللغة عربية فصحى بالغة، دقيقة، ممتعة، شجية تدفع وتُغري القارئ أن يواصل القراءة وكأنه يتجول في الزهراء لا بين أسطر وكلمات، بالأخص وصفه للطقوس وبنية السلطة.
سعى الكاتب لإنارة واستنطاق مرحلة تاريخية من أجل فهم ووضوح واقع لا يختلف كثيرًا عن ما كان عليه الماضي، الرواية تحمل اسقاطات كثيرة لواقعنا الإسلامي، انحلال وتفكك دولة الخلافة كما يحدث الآن مما نسميه ويطلق عليه العالم العربي "جامعة الدول العربية"..!
وربما وظيفة الكاتب ومعايشته لفترة داخل القصر الملكي هي من جعلته يتقن ويبدع "ربيع قرطبة".
ربيع قرطبة رواية لا تقرأ مرة واحدة، شكرًا حسن أوريد على هذا الإبداع.