إشكالية الفلسفة : من النقد الأركيولوجي إلى الإبداع المفهومي ؛ قراءة في فلسفتي ميشيل فوكو وجيل دولوز - حيدر ناظم محمد
تنبع أهمية البحث، في الفلسفة بصفتها الإشكالية – كما تعتقد – عن طريق عدم تصور أي عمل فلسفي خال من الإشكالية والإشكاليات سلسلة مترابطة ومتداخلة من التساؤلات المنظمة، التي تهدف إلى إبراز الشكل الفلسفي واكتشافه، وتقديم قروض للحلول حوله، والإشكالية لا تأخذ معناها الحقيقي إلا عبر التفكير الفلسفي، الذي يعمل باستمرار ويؤكد على الحل دون بلوغه صفة نهائية. هذا في الإطار العام لمعنى الإشكالية، أما في الفهم الخاص لمصطلح الإشكالية، فهذا ما سنقف عليه بوصفه فرضية بحيث تنظر إلى الفلسفة من بُعد آخر، وهو ما سنوضحه لاحقاً. يتطلب منا الآن الوقوف عند نقاط متعددة لتقديم بعض الإيضاحات التي تتعلق بمضمون هذا الكتاب وفكرته، وعلى أمل تقديم هذه النقاط بمقدار مقبول من السلاسة ارتأينا، طرح عدة تساؤلات، ومن ثم الإجابة عليها ليكتمل وقوفنا بطريقة مرضية، وبذلك نكون قد استوفينا مقدمة لا بأس بها لموضوعنا قيد البحث، فما المقصود بإشكالية الفلسفة، أين تقع مشكلة البحث؟ ما هي الطريقة التي اتبعناها لحل هذه المشكلة؟ ثم أخيراً، لماذا كانت قراءة في فلسفتي ميشيل فوكو، وجيل دولوز، وليس على سبيل المثال، دراسة نقدية مقارنة بين فلسفتيهما؟ ما الذي يميز مفردة القراءة عن أي مفردات أخرى كثيرة من الممكن أن تحل محلها؟ تعد الفلسفة وفي أكثر الأقوال عمومية، نمطاً من التفكير، والنشاط العقلي الذي يهدف إلى سبر أغوار الوجود، بعموميته، الإلهي، الإنساني، والطبيعي. هذا النمط والنشاط يسير وفق آليات تعتمد الإستدلال العقلي لغرض بلوغ حقيقة وجود ما، ونحن عندما نطالع تاريخ الفلسفة نجد أنفسنا إزاء فرشة واسعة ومتنوعة، تتوزع بين آراء الفلاسفة والمذاهب، والإتجاهات والتيارات، تلك الآراء والفلسفات التي دأبت في محاولة الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها العقل إزاء العالم الخارجي، فجاءت الإجابات متنوعة بطبيعة الحال. لكن أحداً منهم لم يدع امتلاك الحقيقة، وان وجد من يدعي حق الملكية لمفهوم الحقيقة، فهذا دليل وصوله إلى نقطة اكتمال مذهبي في الفلسفة، لا بمعنى نهاية مشروع البحث الفلسفي.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
للإطلاع على المزيد عن ميشيل فوكو
اشكاليه ، إشكاليه ، فلسفه الاركيولوجي