التفسير الفوضوي للحضارة : دجل الفوضى والنظام والسؤال العلمي حول بناء الحضارة - بتول عباس
العلوم وفلسفتها والخوض في غمارها أمل كل باحث يمنى متابعة الكشوف في المجتمع والحضارة والكون وخاصة بعد الظروف المعقدة التي عشناها طوال العقود الأخيرة والتي تقدم فيها البحث العلمي في العالم خطوات كبيرة ولا سيما في أسس الحضارة وشروطها الحيوية والحضارة التي هي موضوع بحثنا العلمي والفلسفي المتعلق بالإجابة عن تساؤلات الإنسان العنصر الفاعل والمنفعل في بنائها ومعرفة قواعدها في ضوء كل حديث آني يتابع النزعة العلمية.ولا شك أن لكل دراسة علمية أبعاداً وأهمية ويمكن القول أن أهمية كتابنا الموسوم بــ (التفسير الفوضوي للحضارة - جدل الفوضى والنظام والسؤال العلمي حول بناء الحضارة، دراسة في فكر إيليا بريغوجين) فضلاً عن كونها تعد أول دراسة أكاديمية باللغة العربية، تكمن في إبراز الإتجاه اللاخطي وعنصر الصدفة في تكوين النظام وبيان أوجه العلاقة بين مصطلح الفوضى والعلوم الأخرى وبالأخص العلوم الإنسانية من خلال منهج الفوضى المتواجد في تلك العلوم كذلك إبراز العلاقة التي باتت اليوم واضحة بين العلوم الصرفة والعلوم الإنسانية وتداخلها مع بعضها البعض كعلاقة الإنسان بالكون التي تحدث عنها إيليا بريغوجين وركز عليها بدعوته إلى إنفتاح الأرض على السماء وأيضاً إبراز دور الزمن ومراحله الماضي والحاضر والمستقبل في الدراسات الحضارية وأثرها على حياة الكائنات والمجتمعات وبيان العلاقة بين هذه المراحل بعضها مع البعض الآخر.