إمبراطورية الشمس

إمبراطورية الشمس

بائع
آفاق للنشر والتوزيع (مصرية)
سعر عادي
49.00 SR
سعر البيع
49.00 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

إمبراطورية الشمس - جميس غراهام بالارد

الحقيقة ان هذه الرواية، في حد ذاتها، عمل كبير يحمل قدراً كبيراً من الإبداع... حتى وإن كان الموضوع الأساس فيها، يبدو للوهلة الأولى معهوداً: الحرب كما يراها صبي صغير عاشها وعايش أهوالها، ثم جلس بعد سنوات طويلة من ذلك الحدث «الذي لا شك قلب حياته كلها»، ليتذكر ويكتب. هذا الموضوع موجود بكثرة، وكثر بالطبع، هم الأدباء الذين حاولوه - كما انهم كثر السينمائيون الذين عالجوه أفلاماً - بحيث اننا نعرف انه ربما لا يوجد موضوع عن الحرب أكثر تشويقاً وقوة من ذاك الذي يسهب في وصف نظرة الطفل البريئة اليها. إذ هنا، وبعيداً من كل منطق أيديولوجي، أو بعد منطقي، تصبح المجابهة الحقيقية، بين قسوة الحرب وشرورها - وكل حرب قاسية وشريرة طبعاً، بصرف النظر عمّن يشنها، عمن ينتصر فيها، أو عمن يكون ضحيتها - وبين براءة الطفولة، هي الموضوع. الموضوع المغري بالطبع بالنسبة الى مبدعين شاؤوا بذلك، التعبير عن موقف انساني، أخلاقي، خالد ضد الحرب، بصفتها في نهاية الأمر قتلاً ودماراً، للذّات وللآخر، لا أكثر.

يتعرف القارئ، إلى أهوال تلك الحرب، لا سيما في الشرق الأقصى من آسيا، من خلال نظرات ذلك الصبي - الطفل، فتتحول الحرب الى صور متلاحقة تشكل ما يشبه الفيلم المتسارع المتحدث عن تلك االحرب. وكل شيء يبدأ هنا عشية ضربة بيرل هاربور، حيثما يكون والدا جيم قد توجها ليشاركا في حفلة تنكرية وسط بؤس الصين، من نوع تلك الحفلات التي كان الأجانب في المناطق المغلقة لهم في شنغهاي وغيرها يعيشون فيها لاهين غير مدركين الأوضاع من حولهم. أما جيم، فإنه إذ تحلّ الضربة المفاجئة وهو بعيد من أهله في انتظار عودتهما، يجد نفسه متروكاً وسط مطار مجاور، لا تزال رابضة فيه بقايا ضربة عسكرية جوية يابانية كانت دمرته في عام 1937... بيد أن هذا الديكور السوريالي، بدلاً من أن يرعب الفتى، يفتنه، من دون أن يشعر بأي رعب إزاء منظر الجنود اليابانيين الذين احتلوا المنطقة وتصرفاتهم. انه الآن أسيرهم، مثل غيره من الأسرى، لكنه يواصل حياته ولهوه وكأن شيئاً لم يكن: لنقل بالأحرى انه يبدو وقد تأقلم تماماً مع وضعه الجديد هذا، وراح يلقي على ما حوله نظرات بريئة، ذكية، وفضولية في الآن عينه. بيد أن كل ما يشاهده جيم، يعجز عن أن يدفعه الى الشعور بأي كراهية إزاء هؤلاء الأعداء، بل انه يبدو طوال الوقت مفتوناً بطائراتهم: أما الجنود أنفسهم فإنهم بالنسبة اليه، ليسوا سوى أناس صفر شبان في معظم الأحيان، قد يكون الواحد منهم قادراً على ان يتحول بين لحظة وأخرى الى شرير، غير أن جيم لا يكاد يأبه لهذا التحول، طالما ان الاحتكاك بهم، بالنسبة اليه، ممكن ويؤدي دائماً الى الحصول على بعض الماء والغذاء الإضافيين.

للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار 

امبراطوريه