في سؤال العلمانية : الإشكالات التاريخية والآفاق المعرفية

في سؤال العلمانية : الإشكالات التاريخية والآفاق المعرفية

بائع
دار الروافد الثقافية وابن النديم
سعر عادي
68.00 SR
سعر البيع
68.00 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

في سؤال العلمانية : الإشكالات التاريخية والآفاق المعرفية - مجموعة مؤلفين 

لم يتعرض مفهوم أو قضية من قضايا الفكر والسياسة الحديثين من النقد والتجريح والإساءة والتشويه والإدانة لمثل ما تعرضت له فكرة العلمانية فقد تم تسديد قصف مركز عليها بإعتبارها حصان طروادة، وبإعتبارها لغماً إلحادياً مخفياً يستهدف ضرب الدين ودفنه بعيداً عن الحياة العامة... إلخ.

وصك إدانة فكرة العلمانية (بفتح العين) رصك طويل لا شفقة فيه ولا رحمة لدرجة تجعله مرادفاً لا فقط للإلحاد بل لتخريب الدين وإبادة القيم الروحية، والذي حكم هذا الموقف الإداني هو سياق الصراع الإيديولوجي بل الميتافيزيقي القاتل في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، وخاصة منها الإتجاهات التقليدية والتي ركزت جهودها على بعض أفكار ومفاهيم منظريات وممارسات الفكر الكوني الحديث شته عليها نوعاً من "الحرب المقدسة" دفاعاً وهجوماً، بالنسبة لثقافة يعتبر المكون الديني محورها المركزي، بل البنية العميقة لثقافتها.

لذلك، فالحديث عن العلمانية اليوم لا يمكن أن ينسلخ عن هذا السياق الجدالي والصراعي الهائج، وهو ما يفرض على هذا الحديث في مرحلة ثانية أن يتولى المادة ترتيب الأمور وإعادتها إلى نصابها الأصلي تحقيقاً "لإمكان" قيام نقاش أكثر هدوءاً وأكثر عقلانية؛ أي بعيد عن التشنج والإتهام والتكفير والتبديع وسوء النية وعقلية المؤامرة.

إلا أن هذا المسعى هو بالتأكيد أمر في غاية الصعوبة لأن المفاهيم والأفكار المتعلقة بالصراع الإيديولوجي والميتافيزيقي والسياسي هي محط صراع فكري حاد لا يمكن أن تنطفئ ناره المشتعلة إلا بعد عقود وربما قرون؛ خاصة وأن الثقافة العربية الإسلامية اليوم تجد نفسها في وضعية المتهم المسبق إما بالتأخر أو التخلف أو بعدم فهم معطيات العصر، أو برفض أفكار ومؤسسات وقيم الحداثة بإعتبارها عدواناً فكرياً على الإسلام بموازاة أشكال العدوان الأخرى التي مارسها الغرب لــ الرأسمالي والإمبريالي على بقية شعوب العالم؛ أما ضمن الإستعمار الإستيطاني المباشر، أو ضمن الهيمنة السياسية والإقتصادية والثقافية وغيرها من أشكال السيطرة فالجميع مطالب اليوم بإعادة إرساء وإقامة شروط حوار ممكن أو على الأقل شروط تقديم الأفكار تقديماً موضوعياً أو إستعراضياً وافياً بغية تهيئة شروط إمكان أفضل للفهم في مرحلة أولى، وتهيئةٍ لشروط أفضل للتحاور فيما بعد.

من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يمثل سفراً في النصوص الفلسفية الغربية أولاً، ثم التعريج ثانياً جهة بعض الإشكالات في الفكر العربي؛ للنظر في ما هو متعالق بين الأنا والآخر، وإلى هذا فقد تضمن الكتاببحوثاً قدمها ثلة من الباحثين الأكاديمين المرموقين من مختلف أنحاء العالم العربي ولعلها بما تحرص عليه من مواقف معتدلة؛ منهجاً وموضوعاً، ومن إبتعاد عن لغة السجال السياسي الحادة، هي خطوة جيدة وجريئة نحو توفير شروط أحسن وأمثل لقيام فهم وحوار أكثر موضوعية وأكثر هدوءاً حول هذا الموضوع الساخن، أو لها الإبتعاد عن الطرح السياسي السطحي لشعار العلمانية، والتأكيد على ضرورة فحص الشروط الثقافية والفكرية للمفهوم ولإمكانات تلقيه بالنسبة لثقافة جوهرها ديني.

للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار 

العلمانيه