هذا الكتاب هو مجموعة من المساهمات الأكاديمية المتعددة في تخصصها حول نشأة الإسلام المبكر وعلاقة القرآن الكريم بفترة الجاهلية والعصور القديمة المتأخرة. وقد شارك في كتابة فصوله نخبة من العلماء المتخصصين في حقل الدراسات القرآنية المتنامي، أمثال مايكل كوك وأنجيليكا نويفرت وباتريشيا كرون ونيكولاي سيناي وغيرهم، وناقشوا فيها موضوعات هامة ومتنوعة تتراوح من تحليل واقع الدراسات القرآنية الراهنة وتطورها على مر التاريخ، والتحليل التحريري لآيات بعض أهم السور في القرآن، ودراسة التناص بين بعض آياته وما قد يقابلها في الكتاب المقدس، وتقصي الوضع الديني للعرب الوثنيين قبل ظهور الإسلام بوصفهم خائفين من الله، وتحديد الفضاء المعرفي للقرآن الكريم والإسلام وبيئته في العصور القديمة المتأخرة وعلاقته بالأوساط الدينية الأخرى المحيطة، ورصد ما إذا كان ثمة أنبياء في الجاهلية - أو ما يسمى بالفترة - سبقوا نبي الإسلام أو نافسوه، وظهور مذهب التوحيد قديما في جنوب الجزيرة العربية من خلال بعض النقوش المكتشفة حديثا في اليمن وعلاقة هذا التوحيد باليهودية وغيرها، إلى المواقف الإسلامية والمسيحية من القوانين الوثنية في العصور الوسطى المبكرة. لقد انتقيت فصول هذا الكتاب بعناية بما يجعلها تكمل بعضها بعضا وقد امتازت بحيادية وطول نفس لم نعهدهما في كتابات بعض المساهمين فيه في بداية نتاجهم الفكري في حقل الإسلاميات. وإذ نحن في زمن بدأت دراسة القرآن الكريم فيه تعود إلى الواجهة على نحو ملحوظ بعد أن تعرضت لعقود من الإهمال سيقدم هذا الكتاب للقارئ المهتم استقصاء واسع النطاق لما حدث في هذا الحقل مع توضيحات ملموسة لبعض مسارات البحث الأكثر ابتكارا التي جرى اتباعها مؤخرا. قرأءة المزيد