تقدّم عائلة روتشيلد نموذجًا فاقعًا عن تأثير الفواعل ومراكز القوى الاقتصادية غير الحكومية في الدول الرأسمالية الصاعدة في أوروبا الغربية منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم، في صنع القرار السياسي في تلك الدول، وفي تحديد خياراتها وقراراتها الكبرى، كقرار دخول الولايات الأمريكية الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء مقابل   تقدّم عائلة روتشيلد نموذجًا فاقعًا عن تأثير الفواعل ومراكز القوى الاقتصادية غير الحكومية في الدول الرأسمالية الصاعدة في أوروبا الغربية منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم، في صنع القرار السياسي في تلك الدول، وفي تحديد خياراتها وقراراتها الكبرى، كقرار دخول الولايات الأمريكية الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء مقابل تقديم بريطانيا وعدًا لها بتأسيس دولة يهودية في فلسطين، كل ذلك بتأثير من القطاع المصرفي الأمريكي الذي كان لمصارف روتشيلد الأوروبية خيوط مؤثرة فيه. يتناول هذا الكتاب الدور الحقيقي الذي قام به آل روتشيلد على مدى أكثر من قرن لدعم إنشاء دولة يهودية في فلسطين، حيث سبق دورُهم إنشاءَ الحركة الصهيونية بقرابة نصف قرن، ساندوا خلالها تحويل مشروع الدولة من فكرة إلى مشروع سياسي ترعاه دولة كبرى. ثم يتناول الكتاب دور آل روتشيلد في مساندة الحركة الشعبية اليهودية التي انطلقت من شرق أوروبا وعرفت بالحركة الصهيونية، ويسلط الضوء على رعاية آل روتشيلد للمنظمة الصهيونية منذ نشأتها عام 1897 وحتى اشتداد عودها، ثم يتناول دور عائلة روتشيلد في دعم وتنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ودورها في إقرار وعد بلفور، وفي توفير الشروط السياسية والمادية لتحويل هذا الوعد إلى واقع، عبر توفير شروط إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين خلال حقبة الاحتلال والانتداب البريطانيين منذ عام 1917 وحتى الإعلان عن قيام دولة “إسرائيل” عام 1948. قرأءة المزيد