صباح الخير على ربات البيوت، أو لِنَقُل على النساء الأكثر يأسًا. صباح الخير على امرأة بضة في عنفوان حضورها تشعر بإنجاز في أن تنكفئ مستندة إلى ركبتيها لتجلي أرضية الحمام بما ترسب فوقها من بقايا البشر ومردودات الملذات المنسية، ولا تفكر في أي إنجازات أخرى، ولا حتى إنجاز الوصول إلى أحمر الشفاه المناسب أو الملبس الداخلي الجديد، أو كيف تنتصر بالوصول إلى مصفف شعر مناسب. صباح طيب على ربة بيت انفجر صنبور المياه في وجهها دون سابق إنذار وبعد زمن طويل من الأخذ والرد وبلا أسباب مُقنعة. صباح حنون على ربات البيوت (النساء الأكثر وجعًا وغربة).. اللائي قد تحرَّجن البكاء وضجر الناس والأشياء من شكواهن ودموعهن، فرُحْن يبتكرن أسبابًا جديدة للبكاء أيسر على الفهم، كعِرق النسا والدوالي وانزلاق الغضاريف. صباح حاضن على كل ربة.. على كل إلهة.. قد يشيط قعر طاجن اللحم بعد التخديم الطويل وضرب الأخماس في الأسداس لضبط الميزانية وضبط المقادير، وهو بكل استهتار يحرق نفسه ليجرب المغامرة، ولا تحظى هي إلا بسباب الصغار سرًّا وخرق أوسع في الميزانية.صباح ودود على ربات البيوت.. سلام عليهن ورحمة في كل دار حللن. قرأءة المزيد