شهد النَّقد العربيُّ في القرن الرّابع الهجريّ أوَّل محاولة عمليّة للفصل بين الصَّحيح والزّائف في المتون الشِّعريّة، وتولّى هذا العمل أحد النُّقّاد الأدباء هو أبو بكر محمد بن يحيى الصّوليّ ( 335 أو 336هـ)، الذي استفرغ كثيرًا من جهده العلميّ في جمع دواوين الشِّعر العبّاسيّ وترتيبها، وسار فيها جميعها على سنن واحد، لكنَّه خرج عن هذا السَّنن في ديوان أبي نواس، وآثر فيه أن يستظهر المنحول ويسقطه، فكان يحذف القصيدة التي يراها منحولة، ويستبقي على مطلعها فقط، أمّا ما شكَّ فيه فكان يثبته مع الإشارة إلى أنّه مشكوك فيه. ثمَّ جاء بعده جامع آخر معاصر له، هو حمزة الأصفهانيّ، فعمل ديوان أبي نواس، وأثبت ما وصل إليه من شعره من غير الفصل بين الصَّحيح والمنحول، ومن هذين المجموعين اجتمع لدينا شعر أبي نواس الذي حكم عليه الصّولي بالانتحال، فاستخرجناه-محقَّقًا ومعلَّقًا عليه- ليكون في مجموع مستقلّ؛ يسهل على النُّقّاد والباحثين النَّظر فيه ودراسته، ولا سيَّما أنَّ منهج الصُّوليّ في بيان المنحول لم يكن مقنعًا. قرأءة المزيد