في قبوي - دوستويفيسكي
"في قبوى"، "قصة أليمة"، "ذكريات شتاء عن مشاعر صيف" و "التمساح". في قبوى يقول الكسندر سولوفييف عن هذا العمل من أعمال دوستويفسكي: "إن هذا الكتاب الغريب هو من أعمق آثار دوستويفسكي، إن لم يكن أكملها على الاطلاق من ناحية الشكل"، فأما أن الكتاب غريب فإن الشعور بالغرابة هو ما تمتلئ به نفس القارئ قراءته، إذ يحس أنه إزاء لون من ألوان الكتابة والتعبير لا عهد له بمثلهما من قبل، لا في أعمال دوستويفسكي التي سبقته ولا في أعماله التي ستعقبه. فأما القسم الأول من الكتاب فليس إلا نوعاً من حديث الإنسان مع نفسه، أو هو نوع من الاعتراف، هكذا يعرف البطل بنفسه قائلاً: "أنا رجل مريض.. أنا انسان خبيث، لست أملك شيئاً مما يجذب أو يفتن". وإذا كان هذا القسم الأول من الكتاب يشبه أن يكون بحثاً سيكولوجياً وفلسفياً، فإن القسم الثاني يعرض علينا شخوصاً حية كان لها أثر في حياة البطل، أن الجزء الثاني هو اعتراف أيضاً، ولكن في صورة أخرى. ولعله يفوق في صدقه اعترافات روسو، كما يقول سولوفييف: أن صاحب هذا الاعتراف لا يراعى نفسه في شئ، فهو يعرى ذاته ويكشف عن حقاراته، فإذا قرأت ما يقوله عن نفسه تذكرت كلمة باسكال الذي يقول أن القلب الإنساني "ملئ بالقاذورات". أما قصة أليمة فهي تهكم لاذع على البيروقراطية الروسية أثناء الإصلاحات الكبرى في عهد الكسندر الثاني، يليها ذكريات شتاء عن مشاعر صيف وتلت أول رحلة له إلى الخارج، أما التمساح فهي حكاية مضحكة، هي آخر عمل يحس فيه القارئ بتأثير جوجول في دوستويفسكي. أنها تذكر بقصة جوجول عن مغامرة "الأنف" العجيبة، وهذا أنا يعترف به دوستويفسكي نفسه على كل حال، فكما تخيل جوجول في سبيل الاضحاك أنفاً يتخذ وجه إنسان، كذلك تساءل دوستويفسكي، حين رأى تمساحاً جئ به إلى مدينة سان بطرسبرج ما عسى يفعله إنسان يبلعه هذا الحيوان حياً؟
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
للإطلاع على مزيد من مؤلفات الكاتب
دوستيوفسكي - دوستوفيسكي - فيودور - دستويفيكسي