يرى د. فرهاد دفتري مؤلف " كتاب مختصر تاريخ الإسماعيليين " أن الإسماعيليين يمثلون ثاني أكبر جماعة شيعية مسلمة بعد الإثني عشرية، وأنهم يتوزعون اليوم كأقليات دينية في أكثر من خمسة وعشرين بلداً من بلدان آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وبغض النظر عن تاريخهم الطويل ومساهماتهم في الحضارة الإسلامية، إلا أنهم كانوا إلى وقت قريب إحدى أقل الجماعات المسلمة التي تم فهمها بشكل صحيح.
وفي الحقيقة، فإن جملة من خرافات العصر الوسيط وسوء الفهم بخصوص تعالم الإسماعيليين وممارساتهم تم تداولها على نطاق واسع، في حين بقي تراث الإسماعيليين الأدبي الغني بعيداً عن متناول الغرباء. وكان على الاختراق في الدراسات الإسماعيلية أن ينتظر استعادة ودراسة عدد كبير من المصادر الإسماعيلية، وهذه ظاهرة تواصلت دون فتور منذ الثلاثينيات (1930) من هذا القرن. ونتيجة لذلك، فقد حقق البحث الحديث في هذا الميدان خطوات عظيمة في تمييز الحقيقة عن الخرافة في الكثير من جوانب التاريخ والفكر الإسماعيليين.
يقول د. فرهاد دفتري : أما اهتمامي بالدراسات الإسماعيلية فيعود إلى الستينيات (1960) من هذا القرن. وحاولت، عقب ذلك، جمع وتركيب ما توصل إليه البحث الحديث في تاريخ الإسماعيليين المعقد بأفضل طريقة ممكنة في ذلك الوقت. وتمّ نشر هذه النتائج في كتاب (الإسماعيليون: تاريخهم وعقائدهم) (كمبردج، 1990) (وصدرت الترجمة العربية الأولى من قبل سيف الدين القصير، دار الينابيع بدمشق، 1994). أما الكتاب الحالي، وهو الذي يخاطب نطاقاً أوسع من القرآء، فقد تم تنظيمه بطريقة مختلفة، ولا يمثل نسخة مكثفة من كتابي السابق. فقد اتبعت هنا أسلوب الموضوعات ضمن الإطار التاريخي، مركزاً على مختارات من الموضوعات والتطورات الرئيسية، إضافة إلى توفير المراجعات التاريخية والعقائدية. ويركز الكتاب الحالي، بشكل خاص، على تعددية المؤسسات والتقاليد الفكرية التي طورها الإسماعيليون، بالإضافة إلى ردود أفعالهم على التحديات والظروف العدائية التي كثيراً ما واجهوها في مسيرة تاريخهم.
عناوين فصول الكتاب:
الفصل الأول: التاريخ الإسماعيلي والتأريخ.
الفصل الثاني: الأصول والتاريخ المبكر.
الفصل الثالث: العصر الفاطمي: الدولة والدعوة.
الفصل الرابع: عصر آلموت في التاريخ الإسماعيلي النزاوي.
الفصل الخامس: التطورات اللاحقة: الاستمرارية والتحديث.