هذه الرواية تتناول الأفعال القاسية والظواهر الخارقة في التاريخ العام. تعود حوادث الرواية إلى القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر، إي إلى حقبة نشوء الدولة الروسية الحديثة، التي بدأت تُكتَبُ فيها الحوادث التاريخية بشكل موثوق. ومع ذلك، يتجاور الماضي والمستقبل في بنية النص ويتداخلان بشكل خفي: طوبولوجيا الوقت لا تتطابق مع التسلسل الزمني للحوادث. لا يضيع القديم في سياق الحوادث، بل يتداخل في الجديد. وسأُشَبِّه حركة الوقت بالدوامة. إنه التكرار، ولكنه على مستو جديد أعلى. أو، بصورة أدق، تجربة جديدة، ولكن ليس من صفحة فارغة. بل تحمل معها ذاكرة الماضي المُعاش. وهذه الرؤية لترتيب الأشياء تغيّر مكانة الإنسان في العالم، واتجاه الأفكار في الشخص. إذ يتقارب ديالكتيك هيجل مع تصوف رؤيا القديس يوحنا عن نهاية العالم في وعينا غير الواضح في فكرة واحدة لنهاية التاريخ، وأمل واحد في عودة الوقت الضائع كله إلى الأبدية. هذا النص هو بمثابة جسر بين العالم القديم والعالم المعاصر. إنه يعيد إلى الدورةِ الروحيةِ القيمَ الأبدية للقناعة المرتبطة بتعاليم القديس نيلوس الصُوري وشخصيته. ويدفع بصرنا الداخلي نحو نور الله، نحو البصيرة الصوفية والمتصوفين الروسيين. إنَّ مقاربة المؤلف لسر التصوف الروسي هو اطلاع للقارئ على المعنى الخفي للأرثوذكسية الروسية. وإنَّ تطرقه لها هو أعمق من أي كلمات. وقد ولَّدت إجابة في رأس السائل نفسه، لأن مَن يطرح السؤال غالباً ما يعرف الإجابة، برغم أنه لا يعترف بها دائماً لنفسه. فعندما يتخلص الشخص الذي يبحث عن ذاته من الفائض في نفسه، يتجلى له أهم شيء بوضوح أكبر: ألا وهو - صورة الله. إنه كتاب واضح وساطع، مثل أيقونة. أتمنى أن يكون ما قلته كافياً لإثارة اهتمام القارئ حتى يجد الوقت الملائم ويجهد نفسه في قراءة الأربعين صفحة الأولى على الأقل؛ ثم يُكمِلُ قراءة الصفحات الأربعمائة المتبقية من تلقاء نفسه، لأنه سيجد المتعة فيها. تمارا اليكسانوفا-ناقدة روسية