العلمانية المعنى والإشكالية في الوطن العربي - سلامة كيلة
من الكتاب:
لقد تأسلمت قطاعات من القوميين والماركسيين، وعملت بعض الفئات القومية على أسلمة الفكر القومي، فعادت به من علمانيته الصريحة أو الملتبسة أو المثلومة، إلى أحضان الأيديولوجيا التقليدية، كما عملت بعض الفئات الماركسية، وبحجة (فهم وعي الشعب) على أن تخلط الماركسية بهذه الأيديولوجيا كذلك، وعملا معاً على (كسب ود) التيار الأصولي، أو بعض قطاعاته، بدلاً من أن يدفعنا عن الفكر الحديث..
المسألة الجوهرية هي: هل تصبح العلمنة جزءاً عضوياً من كل منظور يسعى إلى تحقيق التطور والحداثة، وبناء مجتمع منتج ومتحرر ومستقل؟ أظن أن فشل تجربة الإسلام السياسي سوف تدفع إلى انطلاق هذا المسار، وأن يصبح ممكناً تأسيس بديل سياسي لدولة علمانية ديمقراطية ( دولة مدنية).
ما يجري تناوله هنا هو محاولة رصد لعلاقة الإسلام بالعلمنة، والصراع حولها في عصر النهضة. كيف فهمت، من ثم كيف يمكن توضيح معناها؟ هل هي ضد الدين؟ أو هي بفتح العين أو بكسرها؟ وكيف أن "الديمقراطية التوافقية" التي جرى الترويح لها وهي ضد العلمنة، وبالتالي ضد الديمقراطية ذاتها؟ ولماذا لسنا بحاجة إلى حركة إصلاح ديني؟
هذا هو مايجري تناوله في هذا الكتاب باختصار وتركيز.