الثقافة والاستبداد - غسان الجباعي
ثمة من يقول: إن الثقافة لا قيمة فعلية لها، في مجتمعاتنا المتخلفة وأنظمتنا المستبدة المعادية للحرية. وإن دورها تابع للسلطة، وثانوي. وإن المثقفين مجرد صانعي أوهام ومستهلكي حبر! وهم شخصيات ورقيّة، انتهازية، أو مجرد صرخات ميتة على موجات الأثير.! متجاهلين أن الثقافة، في كل الأحوال، هي نشاط اجتماعي وظاهرة تاريخية، نصنعها وتصنعنا. وهي قيمة بحد ذاتها، مثلها مثل العلم والجمال والمعرفة. وأن المثقف قد يكون متطفلاً على الثقافة أو بوقاً للسلطة، وقد يكون مثقفاً حقيقياً، منتجاً للثقافة ومدافعاً عنها.. علينا أولاً أن نحدد: عن أية ثقافة نتحدث وعن أي مثقف؟
هذا الكتاب يحاول أن يعيد طرح سؤال الثقافة الحقيقة، ودورها في إنتاج، وإعادة إنتاج المعرفة والقيم الإنسانية السامية، في ظل نظام الاستبداد العسكري، الذي يعمل جاهداً على تشويه الثقافة ومصادرتها وتحويلها إلى أداة من أدوات الحكم. وتعميم التفاهة والابتذال، وتحويل المثقفين إلى مرتزقة وجلادين.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
الثقافه الاستبداد