يشكل الروائي والقاص الياباني «هاروكي موراكامي» علامة فارقة في المشهد الإبداعي العالمي، من خلال تميز كتاباته السردية، ما جعله يقف إلى جانب كبار كتاب اليابان: ياسوناري كاواباتا، يوكيو ميشيما، كينزا بورو أوي وغيرهم، وليس مصادفة أن يرشح مراراً للفوز بجائزة نوبل، فنصوصه الروائية وقصصه القصيرة.
في تقديمه لإحدى مجموعاته القصصية يقول: «أعتبر الكتابة الروائية والكتابة القصصية متعة، إذا كانت كتابة الروايات مثل غرس غابة، فكتابة القصة القصيرة كما غرس حديقة، الغابة تلقي بظلالها على الأرض، أما في الحديقة فالبراعم تظهر في الورود وتجذب الوريقات الصغيرة الملونة النحل والفراشات، مذكرة إيانا بتحول بارع من فصل إلى فصل»
تلتمس نصوص هاروكي موراكامي لغة بسيطة في صوغها، إذ إن الفكرة التي تدور حولها كل قصة هي ما يستأثر باهتمام الكاتب، هذه البساطة تبدو مثل ستار شفاف، لكن خلفه تركن عوالم غرائبية، وفي مقابلة له مع مجلة «ماجازين ليترير» قال موراكامي: «أعتقد أننا نعيش في عالم، لكن ثمة عوالم أخرى بالقرب منا، فإذا ما حدتكم الرغبة حقاً، بإمكانكم عبور السور، والولوج إلى كون آخر، بمعنى آخر بالإمكان التحرر من الواقع، وهذا ما أسعى إلى تحقيقه في كتبي»