ميغ 21 - فاطمة ياسين
الدرج النازل إلى القبو ضيق، والممر المؤدي إلى غرفة التوقيف ضيق أيضاً، وحزمة النور القادمة من النافذة ضيقة، حتى حذاؤه كان ضيقاً، يمشي وهو يتحايل على الجدران كيلا يصطدم بها متبرماً من ضيق المكان، في أول مرة أراد فيها أن يفتح الباب وجد ثقب المفتاح ضيقاً. احتاج إلى عدة محاولات حتى نجح في فتحه. الباب نفسه ضيق، بصعوبة يستطيع رجل نحيل أن يدخل منها. كان يشعر بأن عيني زملائه ضيقة، وصدور رؤسائه الملأى بالنياشين والأوسمة ضيقة أيضاً، وكذلك النجوم الذهبية التي كانت تتجمع على أكتاف الضباط ضيقة، أما بالنسبة للمساجين الثلاثة فكانوا يتركون رحابة الغرفة لينكمشوا في الزاوية الضيقة. بالنسبة له كان يشعر بتضيق في شرايينه وهو يدخل إليهم فيزداد انكماشهم. لم يصرخ في وجوههم كما نصت التعليمات، ولم يشتمهم أو يضرب أحداً منهم، لم يجد سبباً لذلك، كانوا مسالمين وهادئين لا يصدرون صوتاً، يتحركون بصمت وكأنهم في جنازة، عندما يدخل إليهم -فقط- يندفعون بسرعة وقوة لينكمشوا في الزاوية البعيدة ..
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
استخدم الأسهم اليمنى / اليمنى للتنقل في عرض الشرائح أو التمرير إلى اليسار / اليمين في حالة استخدام جهاز محمول