قدم الكاتب والمفكر سلامة كيلة في كتابه ثورة حقيقية – منظور ماركسي للثورة السورية، رؤية مغايرة للرؤية الخاطئة التي تبناها أغلبية اليسار العربي والعالمي تجاه الثورة السورية، معتبراً أن اليسار العربي والعالمي وقع بتأثير منظور يساري لم يستطع تجاوز ثقافة "الماركسية"، التي عممها خبراء سوفييت تأسست ماركسيتهم على فهم صراعات الحرب الباردة. كلمة الغلاف الثورة السورية ثرية، وفيها من البطولة قدر ما فيها من الوحشية التي مارستها السلطة، وهي ثورة حقيقية، بمعنى أنها شهدت أقسى المواجهة من قبل الطبقة المسيطرة ضد الشعب الذي بذل أقصى البطولة. لسلطة ممثلة الطبقة المافياوية العائلية الريعية المسيطرة شنت حرب إبادة على الشعب المتمرد، الذي يريد الخبز والحرية، حرب دموية بكل معنى الكلمة ووحشية بكل ما يمكن أن نشاهد في أسوأ أفلام الرعب، حرب إبادة فعلية لشعب يرفضها. هذا العنف الوحشي وتلك البطولة الشعبية هما ما يفرضان أن تكون الثورة ثورة حقيقية، فهي مغمسة بالدم، ومكللة بالدمار، وهو الأمر الذي يجعلها ثرية إلى حدّ أن تصبح منبعاً للتنظير، والفهم، وإعادة بناء الوعي، لهذا أصدر هذا الكتاب بعد كتاب «الثورة السورية، واقعها، مشكلاتها وآفاقها»، وربما تحتاج الثورة السورية دراسات عديدة لأنها باتت تطرح الأسئلة حول الكثير من القضايا النظرية والعملية، السورية والعالمية، وتمثل تجربة يمكن أن تقدّم الكثير من الخبرات.
ثوره