حكايات سورية" كتاب طريف في فكرته، وفي طريقة تأليفه، وإعداده، وإخراجه، يسعى لتقديم بانوراما واسعة الطيف لواقع سوريا في ظل استبداد حزب البعث وسطوة حافظ الأسد على مدى نصف قرن من الزمان، بالاعتماد على "الحكاية"...
بهذا المعنى يكون الكِتَابُ أقربَ إلى الأسلوب الذي ابتكره أبو حيان التوحيدي وأسماه "الإمتاع والمؤانسة"، ومنسجماً مع فكرة "أندريه جيد" حول العلاقة بين الحكاية والمعرفة حين يقول: (نعرفُ فنقصّ الحكايات، ونقصُّ الحكايات لكي نعرف).
قد يتساءل متسائل: كيف لإبداعات ثلاثين كاتباً سورياً، أُنْجِزَتْ في أزمنة متفاوتة، أن تقدم لنا البانوراما السياسية والاجتماعية التي نطمح لمشاهدتها، في كتاب واحد؟
ههنا يبرز دورُ معد الكتاب، الأديب السوري خطيب بدلة الذي سبق له أن قدم كتباً عديدة تعتمد على القصص والحكايات والطرائف السياسية ذات النكهة الأدبية الساخرة، فقد استطاع، بحق، أن يصنع نسيجاً فريداً للحكايات، ويُبرز أجمل ما فيها، من خلال توزيعها على فصول مختلفة، حتى ليشعر من ينتهي من قراءة الكتاب وكأنه قرأ رواية، أو ملحمة، أو مسرودة أدبية بارعة، بطلها هو: الشعب السوري.
استخدم الأسهم اليمنى / اليمنى للتنقل في عرض الشرائح أو التمرير إلى اليسار / اليمين في حالة استخدام جهاز محمول