إنّ قراءة مارغريت دوراس لا يمكن أن تكون سياحية، أو عَرَضية، وتستوجب الانتظام فـي سلك يبدأ من ألفها إلى يائها باعتبار تنوع رؤاها وأساليبها، بذا فهي من طراز الكتّاب الذين يستوجبون قارئاً خاصاً متخصصاً، شأن عمالقة الرواية عموماً. وهي نفسها ظلّت تطرح سؤال الكتابة قائلة بـ”أن تكتب، هو أن تجدك أمام فراغ هائل، بدون أي فكرة عن أي كتاب، أمام كتاب محتمَل، أمام لا شيء.”
نحن أمام نصّ أدبي بامتياز، فريد، لكاتبة من نوابغ الأدب الروائي الغربي المجدد فـي القرن العشرين، والمدشنة مع أقران لفتح فـي الحداثة الأدبية، والحرية الإنسانية التي هي القيمة الكبرى للإبداع دائماً.
من التقديم