عيسي ومريم في التصوف الإسلامي

“لا عجب أن يهتم المسلمون والمتصوفة تحديدًا بعيسى بن مريم وأمه، فالقاعدة القرآنية تؤسس لهذا الحب والاحترام الكبيرين، وإذا ما تناول الصوفيّة شرقًا وغربًا في العالم الإسلامي هذا الموضوع لا شك أن معالجتهم ستكون مختلفة بعض الشيء،هذا ما سيتضح للقارئ خلال رحلته في هذا الكتاب لينتهي بنا لفتح أسئلة جادة، ليست فقط عن طبيعة العلاقات الإسلامية المسيحية خلال قرون مضت وكيف آلت الآن في هذا الوضع المُتردي. هذا الكتاب بموضوعاته المختلفة، يفتح آفاقًا لفهم أفضل لكل من الإسلام والمسيحية والعلاقات المتشابكة بين رسالات الأنبياء عموما وفيما يخصّ الإسلام والمسيحية تحديدًا. بدأت آنا ماري شمل هذا الكتاب بنبرة من الأسى لسيطرة الصورة السلبية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الغرب، والتي لم تتغير كثيرًا منذ ذلك الوقت حتى الآن إن لم تزدد سوءًا مع انتشار الأعمال الإرهابية في العديد من المدن الغربية، مقارنة بصورة السيد المسيح الموقّرة لدى المسلمين.

تغيّر الحال وحدث شرخٌ كبير في العلاقات الإسلامية المسيحية فيما بعد الربيع العربي، ودفع المسيحيون العرب ثمنًا باهظًا في خضم التغييرات السياسية الكبيرة في العالم العربي، مما يدفعنا إلى طرح جديد للأسئلة: كيف يرى كل منا الآخر؟ وهل تجذّرت بالفعل ثقافة التسامح الديني في المجتمعات العربية بما يكفي لأن تكون في مأمن إذا تعرضت النظم السياسية للتغيير؟!!