ثم افترقنا حيث استقر به المقام في سوريا, وكنت ألتقيه هناك في مناسبات تستدعيها فعاليات المعارضة العراقية ذات الاطياف المتعددة... ثم جاء الاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003 فذهب اليها حتى الشهر العاشر من العام نفسه, وأبى كما أبيت, الانخراط في العملية التي جاء بها الاحتلال... فحاول ان يجد مخرجاً وطنياً لما حل بالعراق. ...وعندما حدّثه الطبيب بضرورة بتر ساقه وامتنع, ...وفضّل ان يموت محتفظاً بجسده كاملاً... من ان يحيا بساقٍ وحيدة... وأحس أنها النهاية وأن عليه توديع أصدقائه وأحبائه الوداع الاخير فدعاني وبحضور الاخ عدنان مفتي واملي عليّ وصيّته واستحلفني ان أنفّذ بنودها بأمانة... وكان بندها الاول ان يدفن في كردستان وفي اربيل بالذات, مصداقاً وتطبيقاً لما كان يؤمن ويعتقد به طوال حياته من ضرورة الارتفاع فوق العنصرية والعرقية والطائفية والمذهبية التي حاربها وعارض معتنقيها... كان يدعو الى ترسيخ الاخوة العربية الكردية وكانت له صداقات وعلاقات واسعة مع العديد من الاخوة الكرد, وكان يقضي كثيراً من وقته في كردستان قبل الاحتلال وبعده... وكان يؤمن بسيادة المحبة والسلام بين شعوب هذه المنطقة عدا إسرائيل طبعاً. أحمد الحبوبي