عاني العالم الإسلامي من أزمات اقتصادية تمثل حواجز تعوقه عن الانطلاق نحو حضارة يبنيها، كما بناها سابقاً؛ على أسس إسلامية، إذ تراه في هذا الحين مكبلاً بأفكار مستوردة يسمى من خلالها كل مشكلاته الاقتصادية ولكن دون طائل. وعلى صفحات هذا الكتاب يحاول المفكر مالك بن نبي تخليص الفكر الإسلامي من بعض العقد التي تستولي على اجتهاده في مجال الاقتصاد فتجمده، لأنه يرى في هذا المجال حتمية اختيار، لا فرار منه، بين أفكار ونظم الرأسمالية والأفكار والنظم الناتجة عن المذهب الماركسي. وسعى بن نبي في بيان أن هذه الحتمية ليس لها من مسوغ، سوى التسليم مسبقاً بأن ليس هناك مجال للاجتهاد في اكتشاف طريق ثالث، بينما مجرد المراجعة لوظيفة المال في الاقتصاد، بلونيه الرأسمالي والماركسي، تكشف عن آفاق جديدة في كيفية تشغيل الطاقات الاجتماعية، آفاق يتأت الانطلاق منها لاقتصاد يمكّن المسلم من مواجهة ظروف التخلف، وضرورات العصر في الحدود المشروعة، على سنّة الله ورسوله. لم يكن هذا الموضوع، كما يقول بن نبي، سوى محاولة فكّ قيود، وضعتها أفكار أجنبية على اجتهادنا، والسير في اتجاه جديد بعض الخطوات.
استخدم الأسهم اليمنى / اليمنى للتنقل في عرض الشرائح أو التمرير إلى اليسار / اليمين في حالة استخدام جهاز محمول