قصة الكتاب :
أضخم الحماسات مادة. لا يكاد ديوان من الدواوين المجموعة يخلو من شعر تفردت بذكره. تناهز ضعف حماسة أبي تمام، وقد نهج فيها البصري نهج أبي تمام، وزاد عليه ثلاثة أبواب، هي: باب أكاذيب الشعراء وخرافاتهم، وباب ملح الترقيص، وباب الزهد والإنابة. ونسج فيها على منوال الخالديين في كتابهما (الأشباه والنظائر) وفي اقتصارهما على شعر الجاهليين والمخضرمين، سوى قطع معدودة، ساقها لبيان معنى سبق إليه شاعر متقدم. ألف البصري حماسته سنة 647هـ لصاحب حلب السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي الثاني . طبع الكتاب لأول مرة في الهند سنة 1966م بتحقيق د. مختار الدين أحمد. وهي طبعة مليئة بالأخطاء العلمية، انظر جدولاً عنها في زهاء عشرين صفحة، في طبعة د. عادل سليمان جمال، الصادرة عام 1999م وهي مشروع نيله الدكتوراه، قدم لها بمقدمة جليلة، عن الكتاب ومؤلفه، وأشار إلى إغفال أصحاب التراجم كلهم لذكر البصري، حتى ابن العديم الذي كتب تقريظاً للكتاب، ضمن تقاريظه الإثني عشر، المدرجة في ذيل الكتاب. وقال ابن العديم: (طالعت الحماسة البصرية مطالعة بصير منتقد، وتأملتها تأمل خبير معتقد، فألفيت مؤلفها....لسان الأدب وحجة العرب... قد كساها من حسن اختياره بزة رفيعة، وأبدع ما أودع فيها ملح الأشعار الرائقة البديعة).