عرِّف هذا الكتاب لــ «جيرالد ف. ديركس»، وترجمة الدكتور «سعد البازعي»، بالمجتمع
الإسلامي على اختلاف أطيافه في القارتين الأمريكيتين. ذلك المجتمع الذي بالرغم من اختلافه إلا أنَّ له تاريخاً مجيداً وفي ذلك التاريخ إرث، ومن حق التاريخ والإرث أن يُعرَّفا. في هذا الكتاب نحن إزاء «إرث منسي». إذ إن النسيان أصاب بداية الحضور الإسلامي فقلل من دور المسلمين في «اكتشاف» أمريكا، أحياناً، أو تم تجاهل ذلك الدور تماماً في الغالب.
تطرق المؤلف إلى تلك البدايات التي تجعل المسلمين رواداً قبل كولومبوس ومعه وبعده في استكشاف الأمريكتين وفي صياغة المجتمعات الأمريكية، شمالاً وجنوباً.
ومع أن الكتاب يركز على أمريكا الشمالية والولايات المتحدة بشكل خاص، فإن الفصول الأولى عامة تشير إلى الحضور الإسلامي على مستوى القارتين. يقول المترجم إن المؤلف كان رجل دين مسيحي وعالم لاهوت، عرف المسيحية معرفة ممتازة في العمق، ثم اهتدى للإسلام فجاءت معرفته به معرفة مقارنة يصعب أن تتحول مع تلك الخلفية وما يسندها من تعليم نفسي وأكاديمي إلى مجرد دفاع عن الإسلام والمسلمين وإلباسهم غير لبوسهم.
يكشف الكتاب عن كمٍّ ضخم من التفاعل الأمريكي الإسلامي، الممتد تسلسلياً إلى حقبة ما قبل كولومبوس الذي استمر على الوتيرة نفسها إلى الآن.
يتطلع الكتاب إلى توسيع فهم الجمهور الأمريكي للدور الأساس الذي لعبه المسلمون عبر التاريخ الأمريكي. يقول المؤلف إن الأمريكيين اعتادوا أن ينظروا إلى الإسلام بوصفه ديناً غريباً وأجنبياً لا علاقة له بالأمريكي العادي أو بالمشهد الضخم والمتعدد الوجوه للتاريخ الأمريكي. غير أن تاريخ الإسلام يمكن العودة به عبر القرون لما يبدو متجاوزاً الألف عام، بحسب المؤلف، الذي يؤكد أنَّ تاريخ الإسلام في أمريكا هو، للأسف، حكاية منسية إلى حد كبير.