كيف تدبر النخب العربية والإسلامية الآن تصوراتها وآرائها حول قضايا الأمة المصيرية مثل مسألة الحريات والعدالة والديمقراطية والحكم والدين والدولة والتعليم والمعرفة والثقافة والهوية والآخر والوحدة والتنوع الثقافي والعرقي والديني والمذهبي؟ وما هي حدود المسؤولية التي تتحملها في الأوضاع التي آلت إليها المنطقة العربية والإسلامية اليوم؟ وهل مازالت تلك الحلول أو البدائل التي قدمتها هذه النخب للقضايا والإشكالات التي تعاني منها المنطقة اليوم واقعية ومقنعة ومفيدة عمليا وإجرائيا؟ أم أنها لا تعدو أن تكون مجرد نظريات طوباوية أو تصورات مثالية، فيها الكثير من الأحلام والأماني، لكنها قليلة الواقعية، عديمة الفاعلية، مغرقة إما في التجريد أو الذاتية أو النخبوية، أو محملة بتضخم إيديولوجي أوديني أو طائفي أو عرقي أو مذهبي أفقدها ما تبقى فيها من روح الفكر وعمق الرؤية؟ وأخير إلى أين تتجه النخب العربية؟ وهل مازال لديها ما تقدمه في موضوع الدولة الحديثة والديمقراطية؟ أم أنها استنفذت كامل خياراتها واختارت الإقامة الدائمة في أبراجها العاجية وأعلنت بالتالي موتها نهائيا؟ أليس الأجدر الآن أن نقيم الاعتبار لهذه النخب الجديدة التي هي الآن في طور التشكل؟ ضمن سياق عالمي جديد وبأدوات ورؤى وتصورات مغايرة كي تقود البلاد العربية والإسلامية نحو تقديم بدائل وإجابات تعكس خصوصية المرحلة المعاصرة التي تتميز بالكثير من التعقيد والتداخل بين ما هو محلي وجهوي وإقليمي وعالمي؟ وبالتالي يصبح من غير المنهجي ولا العلمي أن ننتظر منها أن تفرز التصورات أو الرؤى نفسها التي قدمتها النخب القديمة، لتجيب بها عن قضايا راهنة؟ ما موقع هذه النخب مما وقع أثناء الحراك الشعبي الأخير؟ وكيف السبيل إلى استثمار مخرجاته من أجل التغيير في اتجاه تأسيس الدولة الديمقراطية المواطنة، بدل اتخاذه مطية لخلق الفوضى والعنف والطائفية والاحتراب الذي يعد اليوم أخطر ما يهدد البلاد العربية والإسلامية؟