القراءةُ فعْل شَديد التعقيد ومُتملّص من كُلِّ سَعْي إلى حَصْره، لأنّه يَنتسب، في تحَقُّقه الأعلى، إلى اللانهائيّ. النظريّات التي انشغَلتْ بهذا الفِعل تَوَجّهَتْ، في الغالب العامّ، إلى قوانينه وآلياته، غَير أنّها ظلّت دَوماً بمَنأى عَن اسْتِنفادِ مَساراتِهِ واحْتِمالاته وأسراره، ولا سيما في التجارب التي تَحَقّق فيها هذا الفعلُ بوَصْفه إنجازاً أدبيّاً. إنجازٌ يَتولّد فيه الإبداع، استناداً إلى التباس خَلّاق، من داخِل الفعل القرائيّ.بَين نظريّات القراءة وفعل القراءة مَسافةٌ لا تَقْبَلُ الامتلاء.
خالد بلقاسم ، القراءه