يطرح هذا الكتاب المراحل والخطوات العملية التي يجب أن يمر بها البحث السوسيولوجي الحديث، وهو يتوقف عند المحطات المنهجية موضحاً الترابط الموضوعي والمتوازن بين كل مرحلة من هذه المراحل. في الفصل الأول من هذا الكتاب عرض لأنواع المعرفة وخصائصها وتعريف البحث السوسيولوجي ونشأته وأنواعه. أما الفصل الثاني فيحتوي على تحديد خطوات البناء النظري للبحث السوسيولوجي والتي تبدأ بشروط اختيار الموضوع وتحديد الإشكالية ووضع الفرضيات، وهي المحطة المنهجية المهمة في البحث السوسيولوجي والتي يليها عملية التوثيق والتقميش واختيار المراجع، ولكل منها أصول وقواعد علمية وأكاديمية. أما أطر جمع المعطيات وتقنياتها في محور الفصل الثالث الذي يتضمن التحضير العملاني، بدءاً باختيار العينة وعرض أنواعها، إلى أصول تصميم الاستمارة وقواعده، وصولاً إلى تحديد أدوات البحث، من خلال الاستبيان أو الملاحظة أو المقابلة وميزات وعيوب كل منها. ويعتبر تبويب المعلومات والمعطيات وفرزها وتحليلها من المحطات المنهجية الأساسية أيضاً، وهو محور الفصل الرابع الذي يتضمن عناوين مفصلية كالتحليل الإحصائي وتحليل الوثائق، وتقنية تحليل المحتوى، ودراسة الحالة، والمونوغرافيا، والبحث التجريبي والتحليل المقارن. أما الفصل الخامس فيناقش إشكالية المنهج وعلاقته بالتفسير السوسيولوجي لنتائج البحث، وهو العملية التي تنقل البحث من مجرد جمع وتراكم بيانات ومعطيات إلى تفسيرات وتعليلات للوقائع الميدانية والاجتماعية. يلي التبويب والفرز والتحليل، عملية الصياغة النهائية، وهي محور الفصل السادس والتي سيخرج بها البحث في شكله وصورته الأخيرة. وبقدر ما تكون الصياغة النهائية معبرة ودقيقة، ومضبوطة وفق الأسس والقواعد المنهجية والأكاديمية، تكون صورة البحث والأطروحة سليمة وقادرة على إيصال التفسيرات والأفكار بشكل موضوعي وعلمي يتسم بالأمانة والدقة. أما الفصل السابع فيتوقف عند أهمية تحديد المفاهيم وكيفية التمييز بين المفاهيم المجردة والمفاهيم الإجرائية، واختيار المتغيرات والمؤشرات والمقاييس. أما الخاتمة فتضمنت دراسة عن واقع البحث العلمي وإشكالياته في العالم العربي.