يأتي هذا الكتاب في سياق الفكر النقدي التنويري السعودي ، الفكر الذي يطرح بشكل أساسي قضايا الحرية والعقلانية وحقوق الإنسان ويستند على منهج نقدي يمارس به فحص الخطابات السائدة بكل تنوعاتها وأشكالها.. الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات والأبحاث كان المؤلف قد أنتجها في الفترة القريبة الماضية. ففيها تقريبا تقاطع مع أبرز قضايا الشأن السعودي في الخمس سنوات الأخيرة. سنجد نقاشا لقضايا الإرهاب والإصلاح والعلاقة مع الآخر والتطرف والمجتمع المدني وغيرها من القضايا التي شغلت الشأن السعودي وكانت محل شد وجذب بين مختلف الفعاليات الثقافية.
مواطن السعودي الفرد الذي تزايدت أسئلته اليوم مع كل التطورات التي يمر بها الوطن وتمر بها المنطقة والعالم كله هو مقصد سعود البلوي في هذا الكتاب ولذا فهو يخاطبه مباشرة محاولا الوصول إليه من خلال القضايا المشتركة التي تشغل مجتمعا بدأت فعاليته ترتفع يوما بعد يوم ، مجتمع جلّه من الشباب الذي يطرح أسئلة المستقبل والواقع وينتظر وسائل التعبير في بلده أن تلامس هذه القضايا المشتركة. لم يعد المثقف هنا في برج عاجي بل أصبح صدى لقضية هذا اليوم ليعلن فيها غدا رأيه أو يشارك في الحوار حولها. ينطلق البلوي كما في مقدمته من فكرة أولية وهي أن المشكل الأساس في واقعنا يعود إلى جذور ثقافية ، الثقافة هنا من منظور أنثروبولوجي يشمل كل أشكال الوعي والتعبير الموجودة في المجتمع ولذا تطال عين النقد الفكر الديني والسياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي.