من الكينونة إلى الأثر : هايدغر في مناظرة عصره - إسماعيل مهنانة
لماذا هايدغر ومعاصريه؟ وما حاجة الفكر العربي إلى فتح هذه المسارات التي تسم الخارطة الفلسفية الأوروبية المعاصرة؟ يبدو أن مثل هذه المسارات، لا تهم مؤرخ الفلسفة لوحده، بل إنها تفتح بعداً منسياً في الإشتغال الفلسفي العربي، وهو بعد التفكيّر مع الفيلسوف، وفتح أسئلته وتخريجها على وجه الأصالة والتواصل الممكنين، إن التفكير مع هايدغر يعلّمنا فضيلة التيقّظ إزاء السقوط في تكليس الفكر داخل القضايا اليقينية الجاهزة، لا يقدم لنا فكر هايدغر أية حقيقة ولا ينتج أي خطاب، يأخذ بيدنا إلى تلك المناطق الأكثر حلكة في الوجود، ويوجه أسئلته تلك الوجهات التي لا نتوقعها يتركنا أسرى قراراتنا.
حين فتح مارتن هايدغر باب تخريج / تأويل الكينونة مآل الزمان، وانتهى التأويل الهايدغري إلى أن الكينونة هي تزمّن الدازاين (الوجود - الإنساني) انطلقت الفلسفة الأوروبية في مسارات تأول الكينونة وتخريجها على مفاهيم السرد (ريكور) والأثر (ديريدا) والوجه (ليفيناس) والتواصل (هابرماس) والعدمية (يونغر) والنص (غادامير)، والتقنية تحولات متشعبة للغة، الكينونة والفهم.
ما هي الدروب التي شقّها هايدغر بسؤال الكينونة؟ وما هي التخريجات واللبوس التي أخذتها بعده في الفلسفة؟...
ضمن هذه الرؤية ينهض النقاش في هذا الكتاب بتوجيه مهمة التفكّر، داخل تلك الشبكة من التأثير/ الجذب التي مارسه فكر هايدغر في معظم فلسفات القرن العشرين، بإعادة التسآل حول ذلك الزخم الفلسفي الذي يحرّك القضايا الأساسية للفلسفة المعاصرة، فيتوزّع الكتاب ضمن ثلاثة أقسام: أولاً، الأبعاد الأساسية في فكر هايدغر، ثانياً: تحولات الكينونة والأثر، ثالثاً: نصوص الكينونة والأثر.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
هيدغر ، هيدجر ، هايدجر ، الكينونه ، الاثر ، الى ، مناظره