أسئلة الشعر
ثلاثة حوارات مترجمة عن مجلة " باريس ريفيو " لشعراء حركة الحداثة إزرا باوند و إليوت و نيرودا. أسئلة في الأدب بالمقام الأول و بالحياة ثانياً و بالصراعات التي خاضوها حتى وضعوا أقدامهم على عتبة الخلود.
يشدد إزرا على ضرورة اللغة الطبيعية و البسيطة في الشعر بدون تكلف و هي نصيحة أخذها عن بريدجس كما أخذ بنصيحة هاردي التي تدعو للتركيز على القضية لا الأسلوب و النصيحة الثالثة عن فورد اللغة الحديثة و لكنه في نفس الوقت يؤكد في جواب على سؤال آخر ينصح فيه الجيل الشاب بتطوير الفضول و عدم التصنع و يذكرهم بأن هذا لا يكفي حيث شعار أحد مجلات جامعة بنسيلفينيا يقول " أي مغفل يستطيع أن يكون عفوياً ". عند سؤاله إلى أين وصلت روايته أجاب بلا خجل إلى مدفأة في قصر لانقهام و تحدث عن حياته الشخصية و صراعه القديم مع اليوت الذي بدوره أكد على أهمية هذا الصراع و أبدى امتنانه للنقد الشديد الذي كان يقدمه إزرا باوند و بالمناسبة هذه الطريقة الأنسب لمساعدة الجيل الناشئ من وجهة نظر إليوت لا تنصحه بل قم بنقد ما كتب و هكذا تكون المساعدة الحقيقية. يدين بالفضل لترجمة فيتزجيرالد لرباعيات الخيام حيث من هناك آوى شرارة الشعر و قام بتربيتها بشكل قاسي بثلاث ساعات يومية من الكتابة على امتداد سنوات وسنوات و على الرغم من هذا فلم يزل يردد مقولته الشهيرة أن كل شاعر لا يشعر بالقيمة الدائمة لما كتبه و بالتالي قد يكون بدد حياته بلا جدوى. نيرودا يكتب في الصباح و لا يحتاج إلى عزلة كاملة بل يكتب حتى في الضجيج و في الحفلات الصاخبة و يتحدث عن بورخيس و الذي من الواضح أنهما لا يلتقيان و إن كان يحترمه بدرجة كبيرة و يؤكد على أنه كان العظيم الذي جذب انتباه أوروبا بينما نصيحته للشباب أن يشقوا طريقهم بأنفسهم ليتجاوزا العقبات الواحدة تلو الأخرى و إن كان ثمة ما عليهم تجنبه فلا بد أن يكون الشعر السياسي. يقدس البحر و النبيذ و الطبيعة و يحب جمع التحف و الأنتيكات و يقول أن تاجراً رفض بيعه قطعة أثرية و رفض مزايدات نيرودا و عندما أخبره أنه قدم من تشيلي سأله التاجر إن كان يعرف الشاعر بابلو نيرودا و يؤكد أنه قاسى طويلاً و حرم من دخول الكثير من الدول بل طرد من بعضها لانتمائاته السياسية و الحوار كان قد أجري قبيل فوزه بنوبل في الوقت الذي كان يستعد لانتخابات الرئاسة في تشيلي و قد ضمن خطبه السياسية الكثير من قصائده.
(عبدالله ناصر)