
لحقيقة بكل معانيها؛ مصادرها، معالمها، طرائق الوصول إليها، دوَّنَها حجة الإسلام الإمام الحبر الغزالي بأسلوب رشيق ماتع وهو يحكي قصته معها.
و«المنقذ» أكثر من سيرة ذاتية للإمام، فهو لم يسطِّر حياته الفكرية فحسب، بل خاض فيه صراعاً روحياً ذاتياً،وآخر مع الفلاسفة والباطنية وأهل الكلام وأهل السلوك والعرفان، ليصل وبكل موضوعية إلى ترجيح أفق الأخيرة على سائر الفرق.
وهو مصدر من مصادر الفكر العالمي، ومفخرة من مفاخر تطور الفكر الإسلامي.
وهو سيرة لعقلية مؤلفه الفذّة، ومنهج منضبط لسالكي طريق البحث الموضوعي.
وقد كان للكتاب - وما زال - مكانة عظيمة في المكتبة العالمية، فيندر أن تجد لغة حية إلا وترجم الكتاب بها، أو أن تجد جامعة مرموقة إلا وفي أروقتها أبحاث جمة حوله وحول مؤلفه العظيم.
وقد ساهم هذا الكتاب بحيوية وحماسة في رفع شأن أهل السلوك والعرفان الكرام، وتصوير طريقهم بأنها طريق السعادة الحقيقية، بلغة أصولية ناقدة، بل وبإشراقة روحية كشفية.