يحاول مصطفى عبادة الإجابة عن السؤال: كيف تجنبت الصين مصير الاتحاد السوفييتي؟ وفي الطريق إلى ذلك يقدم رؤية جديدة ل «أدب الرحلة» فالكتاب ثمرة زيارة استغرقت شهراً، جاب خلالها مقاطعات صينية، مثل ينتشوان ونينغشيا، احتكّ بالبشر والحجر، وأقام حواراً مع الجميع، حتى يجيب عن السؤال الذي ظل مشغولاً به طوال سنوات، ويقول مفسراً مغالاته في الانحياز للتجربة الصينية: «إن حبي للصين هو محبة للعدل والحرية والمساواة، محبة للتواضع والعمل في صمت، محبة لتقديس الأرض والمحافظة عليها، محبة للإصرار على النجاة برغم الكوارث، محبة للحكمة القديمة حينما تكون دافعاً للمستقبل، ومحبة لعدم التبعية والاستقلال الوطني بتضحيات الناس، وإخلاص القيادات».
الصين بلد متعدد القوميات والأديان، مملوء بكافة التعقيدات الإنسانية والسياسية والاقتصادية، ويصف الكاتب ما رآه فيه من «حرية اجتماعية واقتصادية باهرة، والقانون مقدس، لا يفكر أحد في عصيانه أو المرور بجواره» ويقول أيضاً: «عشرات الديانات والقوميات والأعراق ولا مشكلة واحدة (!) وإن حدثت تعالج في الحال، بلا مماطلات في محاكمات هزلية» وهذا يدفعنا لقراءة ما كتبه في الفصل الخامس من كتابه تحت عنوان «إسلام المستقبل» وهو هنا يستعرض جانباً من تاريخ دخول الإسلام إلى الصين، ويضع أمامنا السؤال: لماذا يختلف سلوك المسلم غير العربي عن سلوك المسلم العربي