تستهدف هذه القصص الأطفال على نحو خاص، فتصور لهم الحياة على أنها متاهة بها مسالك مسدودة ينبغى اختراع مخارج لها، كأنها لعبة. وفى الوقت نفسه فإن المتاهة تشمل أيضا فكرة الدفاع عن مركز لها، وهو ليس إلا مركز الحضارة ومواقعها المقدسة: ومن يعرف كيفية الدخول إلى الموقع المقدس هو الإنسان المميز، لأنه هو الذى يستطيع أن يصل إلى نواة وجوده وجوهره.إنها رحلة محفوفة بالعقبات لأنها فى واقع الأمر طقس العبور من الزائل إلى الخالد الأبدى، من الإنسان فى حالته غير المستنيرة إلى حالته الحكيمة، من الموت إلى الحياة ومن البكاء إلى الضحك. وعلى نحو اكثر عمومية فإن الصور التى تتحرك فى حكايات جحا لها قيمة ثقافية إيجابية، مثل أبطال الأساطير، لأنه يجمع بحلول خاصة منه بين الأضداد التى لا يمكن التوفيق بينها فى الأفق الإنسانى، فهو يجمع الحمق بالدهاء، والقوة بالضعف، والخير بالشر، وهكذا دواليك. وعلى مدار الأحداث، نرى هذه الحلول تتحقق وتتأكد من خلال العديد من البراهين. هذه الحلول التى تجمع الأضداد لا تبدو على الإطلاق مأساوية، بل على العكس هزلية ساخرة واللغة مبهجة تثير الضحك العارف بالجميل فى مواقف صاخبة القهقهات. قرأءة المزيد