ترصد هذه اليوميات أربع سنوات من عمر جورج أورويل كانت بالغة الحساسية، فقد كتب فيها عن زيارته للمغرب، وتجربة الحرب العالمية الثانية، وتجربته كمعد برامج في راديو بي بي سي في الهند، كان يكتب عن كل شيء تقع عليه عيناه.
تقول المترجمة: «مع أنني أستطيع باطمئنان وصف أورويل بصاحب الكتابة الشخصية، بالنظر إلى كتبه التي يروي فيها تجاربه الشخصية، متشرداً بين باريس ولندن سنة 1933 وأيام في بورما عام 1934 وتحية لكتالونيا سنة 1938 وغيرها، لكنني بالقدر نفسه من الاطمئنان أستطيع أن أصفه بأنه في هذه اليوميات، لم يكن إنساناً، بل آلة تسجيل ومراقبة، كان يدون بدقة كل ما قد يبدو بسيطاً أو تافهاً، راصداً الألوان والروائح والطعوم والانطباعات والأقوال والأحداث، يكتب عن كل شيء وأي شيء إلا عن نفسه».
في هذه اليوميات لا يصف جورج أورويل شعوره تجاه الأشياء، لا يكتب عن أمور شخصية، حتى حين يضطر إلى إيقاف اليوميات ليذهب لزيارة والده الذي كان يحتضر، تكتب زوجته إيلين اليوميات بدلاً عنه كما لو كان موجوداً، يدفن أورويل أباه ويعود ليكمل عمله في مراقبة وتدوين تفصيلات الحياة اليومية دون الإشارة إلى وفاة والده نهائياً، لذلك لن يجد القارئ المحب للتسلية والباحث وراء الأسرار الذاتية ما يشبعه في هذا الكتاب، لكنه سيجد معلومات أخرى أكثر أهمية ودقة، وأخرى أكثر إثارة للضجر، وأخرى أكثر إثارة للدهشة.
للمزيد من إصدارات الدار
اورويل