"ما كان أكبره قد كان إنساناً" العنوان الذي اختارته الأديبة سعاد أبو ريشة للحديث عن حياة الشاعر عمر أبو ريشة بمناسبة مرور مئة سنة على ولادته هو حديث الذكريات لزوجة عرفت أن مراحل العمر كلها تحققت معه "إني ألملم أشتات أحداثٍ تعايشني، لزمن منه تقصيني وتدنيني، ألامس الأبعاد في حذرٍ وفي شمم أخطو إلى أقصى مراميها. أعاند معاقل النسيان في مجلى خواطري، لأروي أحداثاً يحاول الزمان أن يواريها .. أحدث وأروي عن شاعر جللٍ عبر إلى صرح الخلود مجللاً بإيمانه ومجده. شاعر له في آفاق الشرق ألوية حقٍ، ووثبات تحرير لن ينساها له التاريخ ...".
لا يقتصر الكتاب على حديث الذكريات بل يمتلىء بالشعر والأدب والحياة، لإنسان كبير عاش وعايش الحق ودعا إليه، وتنقل في بقاع الأرض، حاملاً لواء الحرية والتحرر، مثقلاً بهموم شعبه، وأماني أمته طوال نصف قرن ونيف، فكان هذا الكتاب هدية الزوجة لزوجها، وهدية الأصدقاء لرفيق الدرب، في ذكرى غيابه، ونصوص وأشعار ملأت حياته حباً وأملاً عندما قالها. كما ضم الكتاب مقالات أدبية ولقاءات صحفية مع الشاعر وزوجته ... وأجمل ما فيها بعض الأبيات من رسالة عمر أبي ريشة الأخيرة إلى سعاد يقول فيها:
"سعاد سعاد إسمعي صرختي / فإني أريدك أن تسمعي ، بأني هنا من وراء البحار / أشدّ على جرحي الموجع ، وطيفك يغرق في أدمعي / وحبك يخفق في أضلعي (...)".
يضم الكتاب موضوعات مختلفة نذكر من العناوين: كلمة بعنوان "شاعرٌ قائد" إليه يسعى المنبرُ - الدكتور غالب غانم" ، "إلى صديقة" - الدكتورة نور سلمان" ، طائر الهند" - الشاعرة هدى ميقاتي، "الحبيبة العاشقة والزوجة الوفية" ، "مولد قصيدة على فوهة بركان أنثوي". (...) أقوال قدسية وكلمات مأثورة، وباقة قصائد من عمر لزوجته الحبيبة ... وعناوين أخرى.
ابو ريشه ، اكبره ، انسانا