المستقبل مقدمة وجيزة - جينيفر غيدلي بصورة سوداوية تبدأ رئيسة الاتحاد العالمي لدراسة المستقبليات (جينيفر م. غيدلي)، كتباها «المستقبل.. مقدمة وجيزة»، مؤكدةً في مقدمة الكتاب بأن «الزمن الذي نعيش فيه زمنٌ حرج، والتحديات التي نواجهها بوصفنا مواطني العالم معقدة، وعسيرة، وتشمل الكوكب كله. فتأثير أزمة المناخ وحده يشير إلى إمكانيات المستقبل مقدمة وجيزة - جينيفر غيدلي بصورة سوداوية تبدأ رئيسة الاتحاد العالمي لدراسة المستقبليات (جينيفر م. غيدلي)، كتباها «المستقبل.. مقدمة وجيزة»، مؤكدةً في مقدمة الكتاب بأن «الزمن الذي نعيش فيه زمنٌ حرج، والتحديات التي نواجهها بوصفنا مواطني العالم معقدة، وعسيرة، وتشمل الكوكب كله. فتأثير أزمة المناخ وحده يشير إلى إمكانيات مستقبلية مرعبة كرتفاع منسوب البحار، وغرق مدن، وهجرة جماعية للاجئي المناخ، ونقص حاد في الغداء بسبب تأكل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة والجفاف والفيضانات وتملح التربة، وانقراض الأنواع بالجملة». وإلى جانب ذلك، تشيرُ (غيدلي) إلى التحذيرات التي أطلقها الفيزيائي الراحل (ستيفن هوكنغ)، والفيلسوف (نيك بوستروم) والمكتشف (إيلون ماسك)، «من احتمال انطلاق تهديدات وجودية تواجه البشرية بفعل التقدم في (الذكاء الاصطناعي المتفوق)». بيد أن هذه البداية السوداوية، ليست مبتغى (غيدلي) لإرعابنا من المستقبل، إذ ترى بأننا ما نزال «أكثر من أي وقت مضى في الموقع الأفضل لقلب هذه الاتجاهات، من خلال ما لدينا من وسائل متاحة»، مبينةً «لم نكن في يوم من الأيام أكثر وعياً، أو أكثر تواصلاً على الصعيد العالمي، أو أكثر قدرة على إجراء تغيير جذري مما نحن عليه اليوم». وهذا ما تؤكدهُ مسيرة البشرية، حيثُ تلفتُ (غيدلي) إلى أناّ «كافحنا آلاف السنين لفهم المستقبل والتبنؤ به والسيطرة عليه وتدبر أموره، إذ نشد أسلافنا النصح من العرافين، وطالعوا النجوم من خلال التنجيم، وناقشوا مفهومي الزمن والمستقبل فلسفياً، وكتبوا عن يوتوبيات (متخيل المجتمع الفاضل)، وديستوبيات (متخيل المجتمع الفاسد)، وحاولنا في العصر العلمي الحديث التنبؤ بالمستقبل من طريق مراكمة أنماطٍ من الماضي وتأويلها لاستقراء نماذج للمستقبل». لذلك فإن (غيدلي) ترفضُ مفهوم المستقبل الوحيد المتخيل، جانحةً نحو «عدد وافر من المستقبليات الممكنة»، على الرغم من إقرارها بأن «المستقبل غامضٌ ومتغير دوماً، أحياناً يشبه قوس قزع يختفي أسفله كنزٌ بعيد المنال على الدوام. وفي أحيانٍ أخرى، ينقض علينا كإعصار أو يغرقنا في تسونامي من الفوضى»، وبذلك فهي تؤكد على أن المستقبل ينطوي على مفارقة «فهو مفتوح بالكامل على شتى الاحتمالات ويخرج عن سيطرتنا، وعلى الرغم من ذلك، يخضض له الإنفاق الحكومي تريليونات الدولارات بغية السيطرة عليه». للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار قرأءة المزيد