يمثل كتابي: "الدولتان: السلطة والمجتمع في الغرب وبلاد الإسلام" و "الدولة المستوردة: تغريب النظام السياسي" لعالم السياسة الفرنسي برتران بادي ذروة منشورات مدارات المتعلقة بقضية الدولة الحديثة في العالمين العربي والإسلامي.يكمّل الكتابان بعضهما البعض؛ إذ يدرس كتاب "الدولتان" مستخدمًا أدوات علم الاجتماع التاريخي التشكّل التاريخي لمفاهيم السياسة والسلطة في العالمين الإسلامي والغربي. ويكمل كتاب الدولة المستوردة المشوار من خلال التركيز على التشكًل التاريخي للدول الحديثة فيما يسمّى العالم الثالث، ومن ضمنه العالمين العربي والإسلامي.ينتقد كتاب "الدولة المستوردة" النظريات السياسية والاجتماعية الحديثة ذات المركزية الغربية التي تجترح مسارًا أوحدًا للتطور السياسي والاقتصادي يفضي إلى هيمنة النموذج الليبرالي الغربي إذ أنه بالتوازي مع استخدام خطاب يتبنّى القطيعة مع الغرب، يقوم زعماء الجنوب باستيراد القانون ونموذج التنمية والديمقراطية التمثيلية الغربية الحديثة (حتى وإن كانوا يكيفونه مع أنظمتهم). إن هؤلاء الزعماء والمحيطون بهم ومثقفوهم، يفكرون ويتحركون وينشئون وفقاً للنماذج الغربية.لكن، وربما باستثناء حالة اليابان، يفشل هذا التغريب لاستحالة استنباته في عالم الجنوب. ويعكس هذا الفشل التطورات التي عرفها العالم المعاصر منذ عام 1945؛ فيلقي الضوء على تاريخ الهند، والعالم العربي، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية والصين أيضا، بل وحتى على الشكوك التي تواجهها اليابان اليوم. وعلى عكس توقعات النخب، كان التغريب الفاشل سبباً في العديد من الأزمات المجتمعية، وعاملا للفوضى في العلاقات الدولية.هذان كتابان لا غنى عنهما للباحثين والمهتمين بحقول الفلسفة السياسية والتاريخ والاجتماع. -الدار الناشرة قرأءة المزيد