كانت رسالة فيبر: الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية ذات أثر كبير في الدراسات الاجتماعية الحديثة. وكان قد أوضح فيها فيبر من خلال عقده مقارنات بين معتقدات وقيم البروتستانت بالكاثوليك، وخاصّة للنزعات التطهيرية لدى الطائفيين، ما جعله يرى أثر تلك القيم والمعتقدات التي دفعت إلى نشوء قيم أو أخلاق عمل أدّت إلى نشأة الرأسمالية في الغرب. ولقد ادَّعى فيبر أنّ تلك القيم والمعتقدات كانت فريدة ومتميزة ممّا دفعه إلى القيام بعد نشر رسالته إلى عقد مقارنات واسعة بالأديان العالمية الأخرى لإثبات أطروحته. ونشر بالفعل ثلاث دراسات كبرى في هذا الإطار عن اليهودية القديمة وأديان الهند والصين. وقدَّم في ثنايا كتابه الرئيس: "الاقتصاد والمجتمع شذرات عن الإسلام، وربما وعَدَ بنشر دراسة مستقلة عن الإسلام في المقارنات التي قام بها، لكنه لم يتمكَّن من نشر تلك الدراسة. الكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن محاولة من براين تيرنر أن يقدِّم ما كان يمكن أن يقدِّمه فيبر في سياق أطروحته، ونلفت نظر القارئ العربي إلى أن يقارِن ما قدَّمه تيرنر بما قدَّمه مكسيم رودستون في كتابيه: الإسلام والرأسمالية والإسلام وعالم الشيوعية وقد نُشرا قبل عقود في ترجمات عربية".