الاسلام والمجتمع المفتوح ؛ الاخلاص والحركة في فكر محمد إقبال
لقد نجح هذا الكتاب الصغير في المهمة الصعبة، المتمثلة في تقديم فكر إقبال في وجهه الراهن، بكشف اللثام مجدداً عن التوترات الأصلية التي أراد هذا الفكر حلها، بين الإعلاء من شأن الإنسان والانفتاح على الله، وبين الإخلاص والحركة، وبين الفلسفة ومعنى الواقع، وبين الكونية والانتماء، بل إن بشير نجح فيما هو أفضل من ذلك؛ فباستثمار هذا الفكر في إطار اهتمامات اليوم، استأنف الاتجاه الأساس لمقاربة إقبال، فقرب بين أصوات شديدة التباعد عبر القرون والثقافات، إلى حد أنها أصبحت قادرة على أن تتحدث فيما بينها. وإنها لنعمة كبرى، لأن لهذه الأصوات الكثير مما تقوله بعضها لبعض، ولهذا السبب نعبر عن امتناننا العميق لبشير سليمان ديان. هكذا يصف الفيسلوف الكندي تشارلز تايلور، في المقدمة التي وضعها للكتاب، فكر إقبال ومحاولة ديان في كتابته. ففي رأيه ليس إقبال هذا التلفيقي الحداثي الذي اعتدنا رؤيته في ما ظهر من حداثات سماها عابرة، "إنه صوت إنسان تجاوز كل تقوقع على الهوية"، وهو مع ذلك مازال وفياً لأصوله، وما كان أبدًا من الصنف الذي يحاول أن يوفق تقليد عريق مع موضة يوم واحد، بل كان من الصنف الكوني الذي لم ينقطع عن أصله، والذي تلتقي فيه روافد من أكابر مفكري الإنسانية؛ نيتشه وبرجسون، والحلاج والرومي، في هذا الصوت الكوني الذي لم يقدر يومًا حق قدره.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
اقبال