التسخير الكوني للإنسان - مسفر القحطاني
لماذا يُسخر للإنسان كل ما في الكون؟ وما فائدة إخبار الله -تعالى- لنا بهذه المخلوقات العظيمة جدا.. بأنها خُلقت مسخرة لنا؟! وما مغزى هذا الأمر؟ وكيف نفهم معنى هذا الأمر الرباني المتعلق بالكون العظيم من حولنا؟ ولماذا استُخدم تعبير «التسخير» هنا دون غيره من المصطلحات الآمرة بالنظر والتفكر المجرد؟ ولماذا تكرر الأمر في مواضع كثيرة من القرآن؟ ألا يعني ذلك خصوصية مقصودة من هذا التكرار؟ أسئلة كثيرة يثيرها هذا الموضوع العميق في دلالاته ومعانيه.
والإجابة عن هذه الأسئلة، هي خروج نحو متاهة الكون الساحرة، متجاوزين طبيعتنا الأرضية وغفلتنا الدنيوية، منتقلين نحو عالم آخر من التكريم والعلو الاستخلافي..
لذلك يهدف كتاب «التسخير الكوني للإنسان.. من السؤال إلى النظرية» لمؤلفة أ.د. مسفر بن علي القحطاني، إلى الوصول إلى نظرية أوليه لفهم السؤال التسخيري الكوني للإنسان، ومعرفة واجبات هذا التسخير ومتطلباته على الإنسان، وإدراك أهم الرؤى الإنسانية التي نظمت العلاقة بين الإنسان والكون، من خلال ما جاء في القرآن العظيم من تكرار نعمة التسخير الكوني للإنسان، في مواضع كثيرة وسياقات مختلفة ودلالاتها على غاية مهمة لا بد من أن يعيها الإنسان، ولا بد من أن يدركها نضوجه الحضاري في هذه الأوقات المعاصرة.