في أصول المسألة المصرية - صبحي وحيده
رأينا نحن, والمسألة المصرية ما زالت قائمة والاتجاه إلى العناية بمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والفكرية, نعني بعناصرها الداخلية, آخذ في الظهور, رأينا أن نخص هذه العناصر ببحث شامل, نرتفع بها فيه إلى أصولها الأولى وتتبع أخطر المراحل التي جاوزتها ثم نصل بينها وبين جوانب حياتنا الخارجية وصلتنا بالغرب على وجه الخصوص.
وقد ذهبنا في تحليلنا التاريخي مذهب المؤرخين المحدثين ففلسفنا الحوادث ورددناها إلى مصادرها الاجتماعية العامة وأنزلنا الطبقة الحاكمة وأعمالها وآراءها في المنزلة الثانية. ونحن نذكر هذا هنا عمداً لأننا لا نريد أن يفهم مما قد يقرن في هذا البحث ببعض الظواهر الناجحة أو الفاشلة من أسماء أننا نشيد بأصحابها أو ننعي عليهم فنحن لم نعرض لواحد منهم إلا من ناحية العناصر الاجتماعية التي خلق منها.