الجنس ثقافة تمثيل للسلوك الإنساني عن العلاقة الثنائية بين قطبي الحياة، الذكورة / والأنوثة، وهي ثقافة تنطوي على عدد كبير من العناصر ذات الصلة المباشرة بالحاجات البايولوجية التي تجد لها تجسيدات حيوية في الاتصال الادخالي مع المجال المؤنث / الأنوثة. كذلك تتمثل السلطة الدينية / والاجتماعية التي أسست منظومتها وقوانينها الخاصة والمرتبطة بالجنس وصيغه عبر كلية ذلك الخطاب الانساني وتصوراته.
ستحاول هذه الدراسة البحث في عناصر الجنس ذات العلاقة بالديني، الذي شرع نظاماً إخصابياً في العصور المبكرة للحضارات في الشرق الادنى القديم ومنها عقائد الجنس المقدس / أو الزواج الالهي. وهدف الدراسة الاول ملاحقة –الجنس المقدس– الحكايات والاشارات النصية التي انطوت على تلك الطقوس والكشف عنها، لا باعتبارها خرقاً للوصايا الموسوية، أو خلخلة للانسجام الاجتماعي / الاخلاقي، وإنما باعتبارها معتقداً دينياً عرفته الحضارات الشرقية وكرسته مجالاً طقسياً مقدساً، مع استفادة واضحة من العناصر الدينية التي عرفتها الحضارة السومرية / عبر نصوص شعرية ما تزال إلى الآن مؤثرة وفاعلة في تجديد الخطاب الشعري العربي المعاصر، تلك النصوص المرتحلة مع عناصرها الدينية والمعرفية، صعدت نحو الحضارة السورية / الكنعانية وتتشابك معها وتمنحها ملمحاً لا يمكن التمويه عليه وتغطيته. وما يهمنا هنا ملاحقة الخصوبة كنظام فكري احتل مركزاً مهيمناً في الحضارة السومرية.