في العمق الصهيوني للقوة الإيرانية - سراب القوة - نسيم بهلول
يسلط هذا الكتاب الضوء على اتجاهات الدين كعامل أساسي في توجيه المسارات المصيرية للعلاقات الدولية، خاصة إذا ما تعلق الأمر بقضايا مصيرية ترتبط وجوهر مستقبل الكيان الصهيوني في المصفوفة الدولية وعلى رقعة شطرنج باتت أحجارها منكشفة لمن يستجمع الخط العقدي والعمق التاريخي في حركة الأهداف الماسونية في منطق غير مألوف يعبر عن حقائق باتت غريبة على منطق العمي خريجي مدرسة المؤامرات، في انقيادية تبعد صاحبها عن أية محاولة للوقوف على معلومات باتت من المسلمات عندما توضع على الخط العقدي منه، لتظهر إيران من خلال صفحات هذا العمل الراعي بالنيابة لمصالح الكيان الصهيوني في العالم الإسلامي وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص، مستميتة في تقديم خدماتها لهذا الكيان تحت إيقاع قيمي يخترق الجسد الجغراسي للعالم الإسلامي في ضبطية ماسونية واختراقية فريدة من نوعها للمآلات والتحولات في منطقة الشتات العربي.
ولهذا يأتي هذا الكتاب مؤيداً –وفقاً للمعطيات التاريخية العقدية الشأن- الإتجاه الذي يعتبر أن إيران الإسلامية صنعة صهيونية بحتة، وأنها تابع مطلق لمصدر الصنعة، مستندين في ذلك شواهد فكرية وأصول نظرية تتعلق بالحركات الباطنية التي اعملت في الجسد الإيراني على غرار البابية والبهائية، كرواسب للعمل الماسوني في هذا الجزء من الكيان الإسلامي الأوسع. وإلى الدعم الذي واكب قيام الثورات الإيرانية على غرار الثورة الخمينية غرباً؟ وإلى جملة من الأحداث التي تعطي مؤشراً بهذا الإتجاه، فأي موقف أو تفسير خارج إطار هذه الرؤية هو من قبيل المسرحية والرتوش الضرورية للتأكيد على أن العلاقة القائمة بين هذين الطرفين هي علاقة العداء المستحكم، وهي صورة يرغب كلا الطرفين صناعتها لدى أتباعه وفي المنطقة لتحقيق مآرب أخرى