"اكتبي لي ماذا ترتدين. هل تشعرين بالدفء؟/اكتبي لي كيف تنامين. هل فراشك وثير؟/اكتبي لي كيف تبدين. ألم تتغيري؟/اكتبي لي ماذا تفتقدين. أهو ذراعي؟" "الأسئلة هي كل ما يمكنني منحك، وأقبل/كل ما يجيء من إجابات، فلا حيلة لي." "فالمجرمون لديهم أدلة جاهزة على براءتهم./والأبرياء دائما لا يملكون دليلا. أيكون الصمت أفضل أذن؟.." لأسباب عديدة هامة "ما زال عمل هذا المبدع الكبير، وفي مركزه شعره، قادراً على البقاء كما تمنّى، رغم تغيّر الظروف وروح العصر، وربما ساعد نشره الآن في إعادة طرح القيم الإنسانية التي ينطوي عليها من جديد وإحيائها في سياق استعادة البشر للمبادرة في السيطرة على حياتهم وانتزاع حقهم المشروع في السعادة على هذه الأرض" بريشت المبدع الذي ولد في جنوب ألمانيا، والذي كان معارضاً للنازيين الذين "سارعوا إلى إحراق كتبه ضمن حملتهم لتجريم المعارضة"، "وصل إلى الولايات المتحدة فاراً من النازية ليسقط ضحية المحاكمات المكارثية" التي اعتبرت اعتناق الفكر الشيوعي جريمة، ألقت بكثير من أصحاب العقول الإنسانية الكبيرة في السجون. عاد من المنفى إلى "وطن تركه عامراً وموحداً ليجده مدّمراً ومقسّماً". "كانت التحولات الكبرى شاء أم أبى، تشكّل نسيج حياته اليومية واستجاباته الحميمة". عُرف بريشت "بالكتابة المسرحية ونظرية الدراما"، إلا أن موهبته اتسعت لتشمل جميع أنواع الكتابة الفكرية والنقدية والروائية وكتابة الشعر الذي لم ينل حقه الوافي، لا على الصعيد الثقافي العام ولا على صعيد الترجمة العربية على وجه الخصوص. لذا يطمح هذا الكتاب الذي يضم "أشمل مجموعة شعرية ظهرت لبريشت في لغتنا حتى الآن. فأمام القارئ 325 قصيدة تمتد من بدء كتابته صبياً وحتى وفاته". وزّع المترجم قصائد بريشت إلى مجموعات بحسب تاريخها وأزمنتها، وتبدأ بالعام 1913: "القصائد والمزامير المبكرة"، و"الصلوات المتأخرة وأولى قصائد المدن" من عام 1920، ثم "تأثير المدن" منذ عام 1925، و"قصائد سنوات الأزمة" وتطال عام 1929 وحتى 1933، وتأتي بعدها "السنوات الأولى للمنفى" بين عامي 1934 و1936، وجاءت في السنتين التاليتين "قصائد وهجائيات سفندبورج المتأخرة"، و"أحلك الأوقات" التي امتدت من عام 1938 وحتى 1941، أما "قصائد أمريكية" فقد غطت السنوات الست التي تلتها وحتى عام 1947 حيث برزت "قصائد التعمير" وحتى العام 1953 الذي جمع "قصائد أخيرة" حتى وفاته في العام 1956. يستمد هذا الكتاب، و"تستمد هذه الترجمة أهميتها من الأمل في أن تكون إعادة طرح هذا التراث الإبداعي، الثوري، بكل المعاني المحتملة، بمثابة الدعوة لإعادة النظر في المفاهيم السائدة في حقل الثقافة، وإعادة الاعتبار إلى قيم يجري طمسها من جانب أبواق القهر ودعاة السلفية".