حوارية الخطاب الروائي : التعدد اللغوي والبوليفونية - محمد بوعزة
تمثل مقولة الناقد واللغوي الروسي الشهير "ميخائيل باختين" عن "التعددية الصوتية" أو "تعدد الأصوات في الخطاب الروائي" واحدة من أبرز وأهم المقولات النقدية التي أُنتجت في القرن العشرين، بات المصطلح أو المفهوم محل توظيف كبير في تحليل الخطاب الروائي واتسعت آفاق تطبيقه لتتجاوز روسيا وشرق القارة الأوروبية للعالم أجمع.
في النقد العربي انتقل المصطلح في الربع الأخير من القرن الماضي، ليحظى بانتشار ومقبولية غير مسبوقة ويمثل أداة تحليلية ناجعة لكثير من النصوص والروايات العربية، القديمة منها والحديثة على السواء، ولعل هذا هو ما دفع الناقد المغربي محمد بوعزة إلى تأليفه كتاب "حوارية الخطاب الروائي ـ التعدد اللغوي والبوليفونية"، والذي صدرت منه طبعة جديدة عن دار رؤية للنشر والتوزيع بالقاهرة.
لا يكتفي بوعزة في كتابه هذا بترديد آراء ميخائيل باختين Bakhtin بل يسعى لنقدها من منظور تطويري، يقول "في رحلتنا الاستكشافية لمسالك نظرية باختين تشكل لدينا اقتناع منهجي يفضي إلى ضرورة تطوير مفاهيمه، وأدواته، وربطهما بما استجد من تصورات، وبدائل، على مستوى التنظير، أو ما تحقق من إنجازات جديدة على مستوى المتْن الروائي".
ناقش الكتاب على امتداد خمسة فصول قضايا البوليفونية الروائية والتعدد اللغوي في الرواية. عالج الفصل الأول: قضايا أسلوبية الرواية، وعالج الفصل الثاني: مستويات التعدد اللغوي، وعالج الفصل الثالث: الحوارية الروائية، أما الفصل الرابع فناقش: البوليفونية الروائية، فيما بحث المؤلف في الفصل الخامس قضايا: التشكيل اللغوي في الرواية.